خمس وستين بمنية بن خصبب شيئا من الموطأ ومن الشفا ، وأجاز له جماعة ولم يكثر من ذلك ، وصاهر في المدينة النبوية بيت الزرندي ، فتزوج أخت الشمس محمد بن عمر بن المحب ولها محرمية بالنجم بن يعقوب المالكي ابن أخي زوجها ، ثم فارقها وتزوج أخت الشيخ محمد المراغي ابنة شيخه أبي الفرج ، وفارقها بعد مدة بعد موت أخيها ، وكذا تزوج بغيرها سرا وجهرا ، ثم اقتصر على التسري ومع هذا كله عقيم ، وجلس في غضون ذلك للإقراء ، وأخذ عنه جماعة من الطلبة في الحرمين ، ومن أجل من أخذ عنه من الشافعية الشمس المسكين والد الجماعة والزين عبد الرحمن بن أبي الهدى والشمس محمد بن زين الدين القطان ، ومن الحنفية الشمس بن جلال ، ومن المالكية النجم المشار إليه ، ومسعود المغربي ، وصنف في مسألة قريش البسط المنفوشة ، رد به على من نازعه ، قل أن لا يأخذ عنه أحد من أهلها ، وهم مع هذا يحسدونه ، وطال ما كان الفاضل الشمس بن الخطيب الريس يتظلم مما كان يذكر ، أن سببه تقرير الأمير خيري بك له مدرسة الشافعية بالمدينة بمدرسته ، وكان بينهما ما بالغ ذاك فيه بحيث عوجل وكذا لعدم إخفائه عما يقع من الفضلاء الواردين على المدينة وشدة منازعته لهم وقوة نفسه في الرد ، وكان أكثرهم في حمق منه ، وأما الخواجا ابن الرسن فبارزه في أشياء منها المحمود وغيره ، ثم كان بينه وبين الخطيب الوزيري (وأنا هناك) ما شرحته في محل آخر ، ورد عليه السيد في مؤلف متين قرصه له الشافعي وابن أبي شريف وأخوه وغيرهم (وهو عندي) ، ولزم من هذه المنازعات ترك السيد الصلاة في الروضة ، مكتفيا لشيخه الأبشيطي في الجملة بل وترك الإقراء في المسجد ، بل حدث نفسه بالانتقال لمكة ، ولمته في هذا كله ، فأبدى لي ما لم أنهض لمخالفته فيه ، ولكنه على كل خير مانع وحفة الجنة بالمكاره ، وبالجملة فهو جمال لأهل المدينة ، عالم مفنن متميز في الفقه والأصلين مع نظم ونثر ، متوجه للعبادة وإرخاء العذبة ، مديم للمطالعة والاستفادة والكتابة بحيث ارتقى عما كان يعهد منه وأمره في ازدياد ، وتآليفه كثيرة التعداد ، وللمباحثة والمناظرة قوي الجلادة على ذلك طلق العبارة فيه مغرم به ، مع قوة نفس وتكلف فيما يظهر له ، ولا زالت كتبه ترد عليه بالسلام وطيب الكلام ، بل يشافه بما هو أعلى كما كان يسمعه من شيخيه المحلي والمناوي ، ويستمد مما لعله يقف عليه من تصانيفي ، كالقول البديع وارتقاء الغرف ومناقب العباس والمقاصد الحسنة ، وشرح الألفية ، ولكن الحق أولى بالاتباع ، وإنه لو أعرض عن كثير من المعارضات لشيخنا كان أوفق ، وقد استقر به الأشرف مضافا لما عمله له في الذخيرة بعناية البدري أبي البقاء بن الجيعان في النظر على المجمع بمدرسته ومائة من الكتب التي وقفها فيه ، ولما قدم بن قرنيبة المحلي على عمارة المدرسة الزينية المزهرية ، كان من المعينين له بتدريبه والإحسان إليه لتقريره عنده إنه هو المختار ولمشيختها ، وغير ذلك من أمورها ، فما كان