تمريض زوجته رقية ابنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقيل : بل كان به جدري منعه الحضور ، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين أخبر عمر «أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم مات وهو عنهم راض» ، وقال ابن مسعود (حين بويع) بايعنا خيرنا ولم نأل ، وقال علي بن أبي طالب : كان أوصلنا للرحم وكان من الذين آمنوا واتقوا والله يحب المحسنين ، وقال قتادة : إنه حمل في جيش العسرة على ألف بعير وسبعين فرسا ، وقال ابن سيرين : كان يحيي الليل بركعة يقرأ فيها القرآن ، وقال ابن عمر : لقد عتبوا عليه أشياء لو فعلها عمر لما عتبوا عليه ، وكان ربعة حسن الوجه ، دقيق البشرة ، عظيم اللحية ، بعيد ما بين المنكبين ، بويع بالخلافة بعد دفن عمر بثلاثة أيام ، وذلك غرة المحرم سنة أربع وعشرين ، وقتل في وسط أيام التشريق سنة خمس وثلاثين ، وقيل : يوم التروية ، وقيل : غير ذلك ، وقالت عائشة رضياللهعنها : لقد قتلوه ، وإنه لمن أوصلهم للرحم وأتقاهم لربه ، وقال سعيد بن زيد : لو أن أحدا نقض لما فعل بعثمان ، لكان حقيقا أن ينقض ، وقال ابن عباس : لو اجتمع الناس على قتل عثمان لرجموا بالحجارة من السماء ، وقال عبد الله بن سلام : فتح الناس على أنفسهم بقتله باب فتنة لا يغلق عنهم إلى قيام الساعة ، وعن أبي جعفر الأنصاري ، قال : دخلت مع المصريين على عثمان فلما ضربوه خرجت أشتد حتى ملأت فروجي عدوا ، فدخلت المسجد ، فإذا رجل جالس في نحو عشرة عليه عمامة سوداء ، فقال : ويحك ما وراءك؟ قلت : قد والله فرغ من الرجل ، فقال : تبا لكم سائر الدهر ، فنظرت : فإذا هو علي رضياللهعنه ، ولما قيل لأنس : إن حب علي وعثمان لا يجتمعان في قلب واحد ، قال : كذبوا ، لقد اجتمع حبهما في قلوبنا ، وعن كنانة مولى صفية قال : شهدت مقتل عثمان فأخرج من الدار أمامي أربعة من شباب قريش مضرجين بالدم محمولين ، كانوا يدرءون عنه ، وهم : الحسن بن علي وابن الزبير ومحمد بن حاطب ومروان بن الحكم ، قال الراوي عنه (محمد بن طلحة بن مصرف) فقلت له : هل بيد محمد بن أبي بكر شيء من دمه؟ ، قال : معاذ الله ، دخل عليه ، فقال له عثمان : يا ابن أخي لست بصاحبي وكلمه بكلام فخرج ، وقال أبو هريرة : كنت محصورا مع عثمان في الدار فرموا رجلا منا فقتلوه ، فقلت : يا أمير المؤمنين الآن طاب الضرب ، قتلوا رجلا منا ، فقال : عزمت عليك يا أبا هريرة ألا رميت بسيفك فإنما تراد نفسي ، وسأقي المؤمنين بنفسي اليوم ، قال أبو هريرة : فرميت بسيفي فلا أدري أين هو حتى الساعة ، أمه : أروى ابنة كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس ، وأمها : البيضاء أم حكيم ابنة عبد المطلب بن هاشم ، تزوج عثمان رضياللهعنه رقية ابنة النبي صلىاللهعليهوسلم قبل المبعث ، فولدت له : عبد الله ، وبه كان يكنى وابنه عمرا ، وهاجر بها إلى الحبشة ، وخلفه النبي صلىاللهعليهوسلم عليها في غزوة بدر ليمرضها ، فتوفيت بعد بدر بليال ، وضرب له النبي صلىاللهعليهوسلم بسهمه منها وأجره ، ثم زوجه