أبو حاتم : ليس بمعروف ، وقال ابن حبان : عبد السلام بن حفص ، أبو مصعب الليثي ، المديني ، روى عن عبد الله بن دينار وابن الهاد ، وعنه : خالد بن مخلد ، وأبو عامر العقدي ، ثم قال : عبد السلام بن مصعب روى عن أبي حازم ، وعنه : عبيد الله بن موسى ، انتهى ، وجعلها البخاري ـ في تاريخه ـ واحدا. اختلف في اسم أبيه ، فإنه قال : عبد السلام بن حفص ، أبو مصعب المدني ، عن يزيد بن الهاد ، سمع منه عبد الملك بن عمرو يعني : أبا عامر العقدي ، وقال خالد بن مخلد : أنبأنا عبد السلام بن حفص الليثي عن عبد الله بن دينار ، وقال عبيد الله بن موسى : حدثنا عبد السلام ـ هو ابن حفص ـ عن يزيد بن أبي عبيد عن هشام بن عروة ـ فذكر حديثا ، ثم قال : هذا إسناد عجيب ، ثم قال : ولعبد السلام بن حفص عن عبيد الله بن دينار أحاديث مستقيمة ، ولم أر له أنكر من حديثه عن يزيد بن أبي عبيد عن هشام بن عروة ، وهو من رواية الأكابر عن الأصاغر ، وهو في التهذيب.
٢٦٠٤ ـ عبد السلام بن سعيد بن محمد بن عبد الغالب ، هذا هو المعتمد في نسبه : ورأيت من يسمي جده غالبا أو عبد الغالب أو غلابا ، ورأيت من ساق نسبه فقال : عبد السلام بن عبد الغالب بن غلاب ، أبو محمد القروي ، وقال بعضهم : القيرواني ، المغربي المالكي ، قال ابن فرحون : كان عالما سيدا ، انتفع به الطلبة في المذهب ، وكان قد جمع إلى العلم الغزير : الدين المتين والعقل الراجح ، كان في عقله وسكونه وحسن خلقه وجميل معاشرته ، وسلامة الناس من يده ولسانه والصبر على الأذى ، ومقابلة السيئة بالحسنة : قد رأس ، واشتهر ذكره ، فلم يزده ذلك في نفسه إلا خمولا وانقباضا ، بحيث لم أر ولم أسمع منه ما يسوءني قط مع الصحبة الطويلة والملازمة العظيمة في الدروس وغيرها ، بل كان يتأدب معي في الدرس كأصغر الطلبة ، ولم يقع بيني وبينه في الدرس حرج من حسن خلقه ، كل ذلك مع حسن الشكالة والسمت والحياء والوقار والشفقة ، وكان من أصحاب الشيخ هادي الآتي ، فكان مقدما عنده على أصحابه القراء والمشتغلين ، وكان الشيخ أبر الطيب يقول : من أراد أن ينظر إلى من يقدر على مساكنة الحية في جحرها ، فيسلم منها وتسلم منه فلينظر إليه ، وقد قال ابن دريد :
والناس ألف منهم كواحد |
|
وواحد كالألف إن أمر عني |
ولما قدم المدينة أقام بالمدرسة الشهابية على قدم التجريد مدة سنين ، ثم سعى له في التزويج صاحبه الشريف أبو القاسم المهدوي الآتي ، فزوجه بأخت زوجته ابنة الشيخ يحيى التونسي لكون أبي القاسم كان يعرفه من عند أبي هادي ، فإن أبا القاسم كان