وكان مما حداني
على هذا الجمع ، الذي تقربه العين ويصغي إليه صحيح السمع ، أني لم أجد فيه مصنفا
يشفي الغليل ، وينفي الجهل باتضاح المقال والتعليل ، مع مسيس الحاجة إليه ،
والتنفيس به عن المكروب ، حيث لم يجد في ذلك ما يعتمد عليه.
هذا ، وقد أفردوا
أهل كثير من البلدان كبغداد ـ والشام ـ ومصر ـ وأصبهان ـ إلى غيرها مما يطول بذكره
في هذا البيان ، مع كون هذه أحق بالتنويه ، وأصدق في الوجاهة والتوجيه.
نعم ، اشتملت «الروضة
الفردوسية» المشتملة على ما نحن بصدده وغيره من المهمات العلية ، لأبي عبد الله (٧٩٦)
الأشهري الثقة الرحال ، غبر المزوري على كثير من التراجم لأهلها والأعاجم ، وتاريخ
البدر أبي محمد (٧٩٦) عبد الله محمد بن فرحون المقدم في الفضائل والفنون ، على عدد
كان الفكر بسببهم واجم ، وتعليق الشمس (٧٨٤) محمد بن التقي صالح على كثير ممن لم
ينصح في أكثرهم بما تتم به المصالح.
وكذا عقد المجد (الفيروزابادي)
اللغوي ، السائر في الاعتناء باللغة السير القوي في كتابه «المغانم المطابة في
معالم طابة» الفائق حسنا وانتخابا لجماعة أدركهم ، أو أدركهم شيوخه من أهلها بابا
، استمد فيه من ابن فرحون عبّر فيها عن مقاصده بلفظ (بالدر) مشحون ، ولم يستوعب ما
هنالك. وزاد هو دون عشرة أنفس ، رقمت عليهم «زايا» تنبيها للسالك. وعلى ما اشتركا
فيه «كاف» للعدل في العزو والإنصاف ، ومجموع ما اشتملت عليه هذه التصانيف قل من
كثر ، مع ارتفاع أربابها عن درجة التقصير والنكر.
وقد طالعت من
الكتب الكبار ، والمشيخات والمعاجم الجليلات المقدار ، والتواريخ المستقيمة عند
الاعتبار : ما أرجو سرد جميعه بآخره ، ليكون ذلك من جملة مفاخرة.
وما تيسر لي
الوقوف على كتاب «الإعلام بمن دخل المدينة من الأعلام» للعفيف عبد الله بن محمد بن
أحمد بن خلف المطري ، لأستيفد منه ما لعله يوافق اختياري ونظري. وأتيت بما اشتمل
عليه هذا الكتاب ، على حروف المعجم ، تسهيلا للكشف للاستفادة منه والانتخاب ،
مراعيا في ذلك الترتيب في الآباء والأجداد وبقية الأنساب ، ثم أردف الأسماء بالكنى
وبالأنساب ونحوها ، مما يقرب المراجعة لمن به اعتنى ، ثم بالنساء ، اقتداء بمن
اقتفى الأئمة.
وأثبتنا كل هذا
بعد الابتداء بسيرة نبوية مختصرة ، نافعة مفيدة معتبرة ، إذ الشرف للمذكورين ـ بل
ولجميع المتقدمين والمتأخرين ، سيما المؤلف المسكين المزلزل في التمكين ـ إنما هو
بالاضافة لجنابه الرفيع والتطفل بالتحرز في حرمه المنيع ، حقق الله ولهم ذلك ،
ووفق لما مشى