مشايخ الخدام ، بل
كان في أيام الظاهر برقوق مع غير القضاة والخطباء ، كما أسلفته ، وكل هؤلاء الأئمة
شافعيون ، ثم تجدد بعد الستين وثمانمائة إمام للحنيفة ، وهو الجمالي محمد بن
إبراهيم بن أحمد الحنفي ، واستمر الإمام في ذا المحراب من بعده ، كما سيأتي ذكرهم
، كما تجدد لهم ولبقية الأئمة قضاة.
فأولهم : النور
أبو الحسن علي بن يوسف بن الحسن الأنصاري الزرندي المدني صاحب المفاخرة ، وليه مع
الحسبة ، وأنها لشريفة ، مسؤولا في سنة ست وستين وسبعمائة بسعاية يلغبا الناصري ،
ثم ابنه فتح الدين أبو الفتح محمد ، ثم ابنه الآخر أخو الذي قبله ، الزين أبو
الفرج عبد الرحمن ، وانفصل في أثناء مدته قليلا وأعيد ، ثم ابن أولهما النور أبو
الحسن علي بن فتح الدين ، ثم أخوه النجم يوسف ، ثم ابن عمه فتح الدين أبو الفتح
محمد بن عبد الوهاب بن النور الأول ، وكان هو القائم بأعباء الأمر عن الذي قبله ،
ثم ابنه سعد الدين سعد ، ثم أخوه الجمال سعيد ، ثم ابنه النور علي ، ولم يل كل
واحد منهم إلا بعد موت الذي قبله.
ولم تزل الحسبة
مضافة لهم ، إلا أنها أخرجت عن آخرهم لقريبه نور الدين علي بن يوسف الزرندي. ثم
رجعت كما كانت إلى أن خرجت لشيخ الخدام الشجاعي شاهين الجمالي. ومع ذلك ففوضها له
ولأخيه فتح الدين أبي الفتح محمد ، مع مشاركته في بعض الأمور.
وكانت قبل ذلك ـ في
سنة سبع وثلاثين وسبعمائة ـ مع حميدان بن محمد بن مسعود الشكيلي.
وأول قضاة
المالكية : البدر أبو محمد عبد الله بن محمد بن أبي القاسم بن فرحون ، استقر في
سنة خمس وستين وسبعمائة ، ثم ابنه المحب : أبو عبد الله محمد ، فدام سنين كثيرة ،
عزل في أثنائها غير مرة ، ومات بالقاهرة ، فاستقر بعده أخوه الشهاب أبو العباس
أحمد ، ثم بعد موته : قريبه البرهان إبراهيم بن علي محمد بن أبي القاسم ، صاحب
الطبقات ، ثم ابنه الأمين أبو اليمن محمد ، ثم ابنه الشهاب أبو العباس أحمد ، ثم
ابنه أبو القاسم ، ثم قريبهم ناصر الدين أبو البركات محمد بن المحب أولهم ، ثم
أخوه شيخنا البدر أبو محمد عبد الله ، وانفصل قليلا وأعيد ، ثم بعد موته التاج عبد
الوهاب بن محمد بن يعقوب المدني ، ولم يلبث أن مات ، فاستقر الشمسي محمد بن أحمد
بن موسى السخاوي ، وانفصل ثلاثة أشهر أو أربعة ، أولها في رمضان سنة تسع وستين
بالشهاب أحمد بن أبي الفتح محمد بن عبد الرحمن العثماني الأموي ، وأعيد الذي قبله
، ثم انفصل في سنة تسع وسبعين بالنجم محمد بن التاج المذكور قبل ، وهو قاضي مكة
الآن قليلا ، ثم أعيد السخاوي إلى أن تعلل ، فتركه لابنه خير