وليس تغيير هذا الإنشاد مما يؤثر في الموضع الذي أراده سيبويه من البيت ، لأنه أراد أنهم استثنوا (١) الأواريّ من الناس ، كأنه قال : وما بالربع أحد إلا أواريّ. والاستثناء إنما وقع مرفوعا على البدل من موضع (من) كأنه قال : وما بالربع أحد. وهو مثل قول الله تعالى : (ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) رفع (غير) على موضع (من).
والعلياء : الأرض العالية ، والسند : سند الجبل ، وهو الموضع العالي الذي يصعد منه إلى الجبل. يقال منه : سند الرجل في الجبل يسند سنودا. وأقوت الدار تقوي إذا خلت من أهلها ، وسالف الأبد : ما تقدم منه ، وأصيلال لامه بدل من النون وأصله أصيلان ، وأصيلان (٢) تصغير أصلان ، وأصلان : جمع أصيل ، مثل رغيف ورغفان ، والأصيل : العشي.
وقوله : عيّت جوابا : يريد لم ترد عليّ جوابا لمّا سألتها عن الذين كانوا يحلونها ، ما صنعوا ، وأين ذهبوا. ثم قال : وما بالربع من أحد : أي ليس به أحد يكلمني. والربع : المنزل ، والأواريّ : واحدها آريّ وهو محبس الدابة ،
__________________
الثانية عند ابن السيرافي ، ويأتي البيت الثالث وهو يتضمن (الأواريّ) حيث الشاهد. وهو :
إلا أواريّ لأيا ما أبيّنها |
|
والنؤي كالحوض بالمظلومة الجلد |
وروي الأول في اللسان (قصد) ٤ / ٣٥٤ و (يا) ٢٠ / ٣٨٣ ، وثانيها في اللسان (أصل) ١٣ / ١٦ وثالثها في اللسان (جلد) ٤ / ٩٩ و (ظلم) ١٥ / ٢٦٩ و (بين) ١٦ / ٢١٥ و (الا) ٢٠ / ٣١٧
(١) ورد الشاهد في : النحاس ٨٠ / ب والإيضاح العضدي ٢١١ وكلاهما نصب (الأواريّ) لأنها عنده ليست من جنس المستثنى منه والأعلم ١ / ٣٦٤ والإنصاف ١٠٠ و ١٥٧ و ٣٣٤ والكوفي ٢٠٧ / أو ٢٢٣ / أوأوضح المسالك ش ٤٦٥ ج ٣ / ١٢٤ وش ٥٦٣ ج ٣ / ٣١٢ والأشموني ٣ / ٨٢٠ والخزانة ٢ / ١٢٥ و ٤ / ٤٠٩
(٢) (أصيلان) ساقط في المطبوع.