(ولكنّ مولاي امرؤ هو خانقي |
|
على الشكر والتّسآل أو أنا مفتدي) (١) |
ذكر طرفة قبل هذين البيتين ابن عم له ، عتب عليه في شيء صنع به. والمولى في هذا البيت ابن العم. يقول : لو كان ابن عمي غير هذا لفرّج عني ما أجده من الكرب ، وأعانني على ما أريده حتى أبلغ محبتي. وقوله : لأنظرني غدي ، أي تأنّى في أمري وأمهلني ولم يعجل عليّ بالملامة ، حتى أصير إلى ما يحب.
ويقال : أنظره غده : أي دعه حتى يرجع إلى ما تحب بعد هذا الوقت. ثم قال : (ولكنّ مولاي امرؤ هو خانقي) ، يقول : ابن عمي هذا يضطرني إلى شكره من غير سبب يوجب الشكر ، فلا يترك أن يخنقني على ذلك حتى أفتدي منه بمال أعطيه.
وقيل في قوله (أو أنا مفتدي) : أي أو أنا هارب منه ، تارك معه غيري من بني عمه ، افتدي منه بمن تركته في يده.
والشاهد (٢) في البيت قوله : أو أنا مفتدي ، أي بهذه الجملة على طريق الاستئناف. وجعله سيبويه شاهدا على جواز رفع الفعل لو وقع موقع هذه الجملة التي هي مبتدأ وخبر.
[في نصب المضارع بعد حذف (أن)]
٣٦٥ ـ / قال سيبويه (١ / ٤٥٢) : «ولو قلت (مره يحفرها) على الابتداء لكان جيدا ، وقد جاء رفعه على شيء هو قليل في الكلام على (مره أن يحفرها) فإذا لم يذكر (أن) جعلوا الفعل بمنزلته في : عسينا نفعل ، وهو
__________________
(١) ديوان طرفة ص ٤٩ من معلقته : (لخولة أطلال ببرقة ثهمد ..).
(٢) ورد الشاهد في : النحاس ٩١ / ب والأعلم ١ / ٤٢٨ وشرح السيوطي ش ٦٠٩ ص ٨٠٠