على (كل) جاز ، فقلت : جاءني كلّهم ورأيت كلّهم ومررت بكلّهم ، ولا يجوز هذا في (أجمعين) ، لا نقول : جاءني أجمعون ، ولا رأيت أجمعين ، ولا مررت بأجمعين. وجعل سيبويه غيرا مشبهة ل (كل) في أنها تارة تجري على موصوف قد تقدمها ، وتارة تدخل العوامل عليها. وجعل (إلا) بمنزلة (أجمعين) لا يجوز أن تأتي إلا متقدّما عليها ما تكون وصفا له.
وقال حضرميّ (١) بن عامر بن مجمّع :
وكلّ قرينة قرنت بأخرى |
|
وإن ضنّت بها ستفرّقان |
(وكلّ أخ مفارقه أخوه |
|
لعمر أبيك إلا الفرقدان) (٢) |
ورأيت البيت في الكتاب منسوبا إلى عمرو بن معديكرب. المعنى : وكل نفس مقرونة بنفس أخرى ستفارقها ، يعني أن كل اثنين يحب كل واحد منهما الآخر ، سيقطع عنه ، وإن كان ضنينا به ، شديد التمسك بإخائه ومودته (٣) ، لأن هذا
__________________
(١) صحابي شاعر فارس سيد من بني أسد ، يكنى أبا كدّام (ت نحو ١٧ ه) ترجمته في : البيان والتبيين ٣ / ٣١٥ وأمالي القالي ١ / ٦٦ والمؤتلف (تر ٢٢٠) ٨٤ وثمار القلوب ٥٠٣ والإصابة (تر ١٧٥٩) ١ / ٣٤٠ وشرح شواهد المغنى للسيوطي ٢١٧ والخزانة ٢ / ٥٥
(٢) أورد سيبويه ثانيهما ونسبه الى عمرو بن معديكرب ، وهو في ديوان عمرو ق ٢٤ / ١٢ ص ١٨١ من قصيدة له ، غير أن صلته بما قبله ضعيفة لا تشجع على قبول هذه النسبة. وذكر الأعلم أنه يروى أيضا لسوّار بن المضرّب والشعر لحضرمي بن عامر في : حماسة البحتري ق ٧٨٧ ص ١٥١ وفرحة الأديب ٥٤ / ب وروي البيتان لعمرو في : اللسان (الا) ٢٠ / ٣١٥ وثانيهما بلا نسبة في : الدرة الفاخرة ١ / ٢٨٧. والمعنى في البيت الثاني يرجّح أن يكون هذا من شعره قبل الإسلام.
(*) قال الغندجاني معقبا على شرح ابن السيرافي :
«قال س : هذا الذي ذكره ابن السيرافي في هذين البيتين ، لا يكاد يشفي