رجعت إليهما ، إلى الفرخين من الموضع الذي شربت منه الماء ، والمتأوّب : مصدر تأوبت ، وليس بمصدر آبت ، ولو أتى بمصدر آبت لقال : وآبتهما من ذلك المآب ، ولكنها أتت بمصدر في معنى المصدر من الفعل المتقدم وهذا كقوله عز وجل : (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً)(١)
تريد أن الفرخين تحركا لما سمعا صوت جناحيها ، والحص : التي لا ريش عليها. وشبهت الفراخ بكرات ، وهي جمع كرة معمولة من كساء مشبه بجلد الأرنب.
[قوله (يحامم) دون إشباع ـ ضرورة]
٦٢٦ ـ قال سيبويه (٢ / ٤٠٩) في الإدغام (٢) قال أبو الأسود الدؤلي :
وكنت متى لا ترع سرّك تنتشر |
|
فوارعه من مخطىء ومصيب |
(فما كلّ ذي نصح بمؤتيك نصحه |
|
وما كلّ مؤت نصحه بلبيب) (٣) |
__________________
(١) المزمل ٧٣ / ٨
(٢) «باب الإدغام في الحرفين اللذين تضع لسانك لهما موضعا واحدا لا يزول عنه».
(٣) أورد سيبويه ثانيهما بلا نسبة وهما لأبي الأسود الدؤلي في ديوانه ص ٩٩ من مقطوعة في خمسة أبيات. وجاء في البيت الأول : (متى لم ترع سرك تلتمس قوارعه ..) وفي صدر الثاني (ذي لب .. ولا كل ..). ورويا في المقطوعة في ديوانه ـ نفائس المخطوطات ص ٤٤ وذكر في مناسبة الأبيات أن أبا الأسود خطب امرأة وأسرّ أمرها إلى صديق له ، فأخبر ابن عمها فتزوجها قبله. وجاء في صدر الأول (تلتبس) بدل تنتشر. وكذا في ديوانه للدجيلي ص ٢٠٨ وروي البيتان في خبر من مقطوعة لأبي الأسود في : الأغاني ١٢ / ٣٠٥ والخزانة ١ / ١٣٧ وروي الثاني له في التذكرة السعدية ٣٣٦
ـ الشاهد في البيت الثاني (بلبيب) وقوع الياء حرف مدّ موقع الحرف المتحرك في إقامة الوزن فكانت ردفا للروي. وقد ورد الشاهد في : تفسير عيون سيبويه ٧٦ / أ ـ ب والأعلم ٢ / ٤٠٩ والمغني ش ٣٣١ ج ١ / ١٩٨ وشرح السيوطي ش ٣١٩ ص ٥٤٢ وصدره فيها جميعا : (وما كل ذي لب ..) وهو أجود.