كان قنبر سابق رجلا في السير في السفن ، فسبقه القيسي فدخل البصرة ، ثم إن الفرزدق أراد أن يخرج من البصرة إلى الحجاج في السفن ، فركب في سفينة مع الركاب ، وتفرد قنبر في سفينة خفيفة ، فطوى الفرزدق وسبقه إلى واسط ، فقال الفرزدق هذا البيت. والبيت يدل على أن القيسي كان قاصدا إلى واسط. وقوله : (طفت علماء) يريد أن قنبرا بصير بالركوب في السفن ، يريد أنه ليس بعربي نشأ في البادية ، إنما نشأ مع الملاحين وكان يسبح قبل أن يختن ، فلذلك قال : طفت علماء قلفة قنبر.
وفي شعره : (ولكن طفت في الماء) وليس في هذه الرواية شاهد.
[(أفعول) في الاسم والصفة]
٦٢٤ ـ قال سيبويه (٢ / ٣١٦) في الأبنية ، قال أبو السّكب المازني : (١)
__________________
وفي ١ / ٢١٦ قال :
وما سبق القيسي من ضعف حيلة |
|
ولكن طفت علماء قلفة خالد |
وشرحه الأعلم باختلاف كبير إذ يقول : أراد بالقيسي عمر بن هبيرة الفزاري ، لأن فزارة من قيس ، وكان قد عزل عن العراق وولي خالد بن عبد الله القسري في مكانه ، فمدح الفرزدق عمر بن هبيرة وهجا خالدا ، ثم قال : وإنما ذكر هذا ـ أي جلدة الذكر ـ تعريضا بأم خالد لأنها كانت نصرانية فجعله على ملتها .. إلى أن تجاهل مراد الشاعر حين قال : «وجعله في رفعته عليه بالولاية ـ وإن كان أفضل منه ـ كالجيفة ، تطفو على الماء وتعلو».
ـ وقد ورد الشاهد ـ وهو حذف لام على ـ في : الكامل للمبرد ٣ / ٢٩٩ والمقتضب ١ / ٢٥١ وشرح الكتاب للسيرافي (خ) ٦ / ٦٠٣ والأعلم ٢ / ٤٢٤ والكوفي ٢٨١ / ب.
(١) اسمه زهير بن عروة المازني ، لقب بالسكب لقوله البيت المذكور. ترجمته في : ألقاب الشعراء ـ نوادر المخطوطات ٧ / ٣٠٢ والأغاني (الثقافة) ٢٢ / ٢٨٤ وجمهرة الأنساب ٢١١