بالردفين لأنهما يقومان في آخر السفينة ، يمسكان السكان ويقومانه. (فكأنها) يعني راحلته و (هي) يعني هذه السفينة. يقول : كأنّ راحلتي هذه السفينة التي وصفتها. وغب كلالها : بعد كلالها ، وهو تعبها ، وأسفع الخدين : يعني ثورا.
يقول : كأنها سفينة أو ثور من ثيران الوحش إذا عدا ، والسّفعة : شبيه بالسواد يرى في جدّته (١) ، والشاة : الثور الوحشي ، والإران : النشاط.
[المجازاة ب (أنّى)]
٣٦٢ ـ قال سيبويه (١ / ٤٣٢) : «وما يجازى به من الظروف : أيّ حين ، ومتى ، وأين ، وأنّى ، وحيثما». ثم ذكر أشياء سوى هذه الكلمات ، وأنشد أبياتا حتى انته إلى قول لبيد :
فقلت ازدجر أحناء طيرك واعلمن |
|
بأنّك إن قدمت رجلك عاثر |
(فأصبحت أنّى تأتها تلتبس بها |
|
كلا مركبيها تحت رجليك شاجر) (٢) |
يخاطب لبيد بهذا الكلام عمه عامر (٣) بن مالك ، وكان لبيد قد عتب
__________________
(١) الجدّة ، الخطة في ظهره تخالف لونه. والشاعر يحددها في خديه .. والسّفعة سواد مشرب بحمرة. الصحاح (سفع) ٣ / ١٢٣٠
(٢) ديوان لبيد ق ٢٩ / ١٥ ـ ١٧ ص ٢٢٠ من قصيدة قالها ينكر على عمه أمرا أقدم على فعله. وجاء في صدر الثاني (تبتئس بها). وأحناء طيرك أي جوانب طيشك. كما ورد البيتان للبيد في اللسان (فجر) ٦ / ٣٥٣ والأول في (حوا) ١٨ / ٢٢٥
وقد ورد الشاهد ـ وهو المجازاة ب (أنّى) ـ في : المقتضب ٢ / ٤٨ والنحاس ٩٢ / ب والأعلم ١ / ٤٣٢ والكوفي ١٣٢ / ب و ٢٢٠ / ب والخزانة ٣ / ١٩٠ و ٤ / ٢١٠
(٣) عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب العامري ، أبو براء عم لبيد وأحد أبناء أم البنين الخمسة المشهورين ، وفي أمثالهم «أفرس من ملاعب الأسنة» يرجّح إسلامه (ت نحو ١٠ ه) ترجمته في : البيان والتبيين ٣ / ٣٣٥ والدرة الفاخرة ١ / ٣٣٢ و ٢ / ٤١١ و ٥٤٠ وثمار القلوب ١٠١ وجمهرة الأنساب ٢٠٣ و ٢٨٥ وسرح العيون ١٣٠ والخزانة ١ / ٣٣٨