كسفينة الهنديّ طابق درأها |
|
بسقائف مشبوحة ودهان |
فالتام طابقها القديم فأصبحت |
|
ما إن يقوّم درءها ردفان |
(فكأنها هي بعد غبّ كلالها |
|
أو أسفع الخدين شاة إران) (١) |
شبه راحلته بمركب من مراكب الهند. يريد أن إسراعها كإسراع مركب تسيّره الريح. وطابق : بمعنى تابع ، والدرء : العوج. يريد أنه أصلحه مرة بعد مرة والسقائف : ألواح السفينة ، والمشبوحة : المعرضة ، والدهان يريد به الشحم الذي يطلى به المركب ، فالتام : يريد به فالتأم فأبدل من الهمزة ألفا ، والطابق : موضع معوج يخرج منها.
يريد أنه استوى العوج الذي كان في هذه السفينة. وأصل الطابق الحيد (٢) الذي يخرج من الجبل فيبدو ، وكذلك ما يخرج من طي البئر في عرضها.
فأصبحت السفينة ما يقوّم درءها ، يريد أنه لا يعدّلها ـ إذا جنحت ـ ملاحان يقفان في كوثلها (٣) ويمسكان السكّان ويقومانه لسرعتها ، وعبّر عن الملاحين
__________________
(١) أورد سيبويه البيت الثالث ـ حيث الشاهد ـ ولم ينسبه. والأبيات للبيد في ديوانه ق ١٦ / ١٤ ـ ١٥ ـ ١٦ ص ١٤٢ وجاء في صدر الثاني (طائقها) وهو الفرجة بين خشبتين.
وروي ثانيها للبيد في : اللسان (ردف) ١١ / ١٦ و (طوق) ١٢ / ١٠٢ والقاموس (الردف) ٣ / ١٤٣ والثالث في : اللسان (أرن) ١٦ / ١٥٢ و (شوه) ١٧ / ٤٠٤ وهو بلا نسبة في المخصص ١٦ / ١٠١
والشاهد في البيت الثالث إظهار الضمير (هي) والسبب ـ كما ذكر سيبويه ـ أن (كأنّ) حرف ليس في قوة الفعل فلا يستكنّ فيه الضمير. وقد ورد في : النحاس ٨٥ / أوالأعلم ١ / ٣٧٨ والكوفي ٢٢٠ / أ.
(٢) انظر الصحاح (حيد) ١ / ٤٦٤
(٣) الكوثل : مؤخر السفينة. القاموس (الكوثل) ٤ / ٤٣