__________________
ولم يعرف ابن السيرافي جنفاء أيضا أنها في بلاد بني فزارة ، وأن زبان قال : إنما رحلت إليك من جنفاء ، أي من بلاد قومي. وفي جنفاء يقول الراجز ـ وقصره ضرورة ، وهو بيت مثل :
إذا بلغت جنفا فنامي |
|
واستكثري ثمّ من الأحلام |
وقوله بالمطالي : أراد بلاد حنظلة بن الطفيل بن مالك ، فإنه لو عرف قصة الشعر كما هي لم يقل في معنى قوله : ـ ضلالا ما أنخن إلى ضلال ـ إنه مديح ، وهذه بلاهة تامة.
وقصة هذا الشعر أن زبان بن سيار أسر حنظلة بن الطفيل بن مالك ، فأنعم عليه ، ثم أتاه يستثيبه فلم يرض ثوابه ، ويقال إنه حبسه ، وبعث أخاه بفدائه ، فقال :
تسائل عني الحسناء لما |
|
أتى من دون وافدها الشهور |
علام تقول يحبسني وعندي |
|
مواشكة وأنساع وكور |
فما زال ابتغاء الشكر حتى |
|
قعدت رهينة وأخي نذير |
أسيرا في بلاد بني طفيل |
|
وكيف ينام في القدّ الأسير |
وقال زبان أيضا :
١) ألا من مبلغ عني طفيلا |
|
وحنظلة الذي أبزى سؤالي |
٢) بأن قلائصا طرّحن شهرا |
|
ضلالا ما رحلن إلى ضلال |
٣) رحلنا هنّ من جنفاء حتى |
|
أنخن فناء بيتك بالمطالي |
٤) فإنّ الضّان قد ربحت لديكم |
|
وإني لن أسدّ بها خلالي |