الذي قد طال وفات المتناول ، كأنهم ـ يعني القوم الذين ساروا ـ للإنسان الذي ينظر إليهم ، والمتير : المتئر بالهمز وبغير الهمز : هو الذي يديم النظر. يقال : أتأر وأتار.
و (عيدان) مرفوع خبر (كأن) وشطا دجلة : جانباه ، و (اليخضور) مجرور ، وظاهره أنه نعت ل (عيدان) و (عيدان) مرفوع ، فكان ينبغي أن يقول : (اليخضور) بالرفع ، ووجه الجر فيه عندي أنه نعت لشيء محذوف ، والتقدير فيه أنه أراد : (عيدان نخل شطي دجلة اليخضور) فحذف (النخل) وأقام المضاف إليه مقامه ، ونعت على لفظ ذلك المحذوف.
فإن قال قائل : فالعيدان هو النخل ، فكيف أضاف العيدان إلى (نخل)؟ قيل له : ليس كل نخل عيدانا ، وإنما العيدان بعضه ، فهو في تقدير قائل قال : كأنهم أوساط النخل أو صغار النخل أو ما أشبه ذلك.
وقال العجاج :
كأنّ ريح جوفه المزبور |
|
بالخشب تحت الهدب اليخضور |
مثواة عطارين بالعطور (١) ـ |
__________________
(١) الأبيات للعجاج في ديوانه ق ١٩ / ٩٦ ـ ٩٧ ـ ٩٨ ص ٢٣١ من أرجوزة طويلة في (١٧٤) بيت مطلعها (جاري لا تستنكري عذيري) وجاء في مطلع الثاني (في الخشب) ورويت للشاعر في : مجموع أشعار العرب ق ١٥ / ٩٦ ـ ٩٧ ـ ٩٨ ج ٢ / ٢٩ وفي : أراجيز العرب ص ٩١
كما وردت للشاعر في اللسان : الأول والثالث في (هضم) ١٦ / ٩٩ والثاني والثالث في (خضر) ٥ / ٣٢٦ والثالث بلا نسبة في (قفر) ٦ / ٤٢٤