والممدوح بهذا الشعر بلال بن أبي بردة. يريد : ورب كلام قبيح من رجل كثير الخطأ ، له سلطان أو شرف ، دفعت كلامه وانتصرت منه ، وقامت به شدتك ، وزحمك بجانبيك شداد الرجال ، وإنما هذا على طريق المثل وليس ثم زحم ، وإنما أراد المزاحمة بالكلام والحجة ، يعني أنه يغلب بالحجة.
[صيغة (مفعّل) للزمان والمكان والمصدر]
٥٩٢ ـ قال سيبويه (٢ / ٢٥٠) في المصادر : «وقال في المكان : هذا موقّانا» يريد موضع توقيتنا ، والمفعّل يقع للزمان والمكان والمصدر على لفظ واحد. وقال رؤبة :
يا ربّ إن أخطأت أو نسيت |
|
فأنت لا تنسى ولا تموت |
(إن الموقّى مثل ما وقّيت) (١) |
وقال سيبويه بعد أن أنشده : «يريد التوقية» يعنى أن الموقّى (٢) في هذا البيت مصدر ، وأراد / رؤبة أن التوقية التي يعجب منها ـ ومن حسن صنع الله عز وجل فيها ـ توقيتي من الحرورية لما حصلت بأيديهم ثم تركوني. وكان رؤبة قد وقع بيد الخوارج ثم خلوا عنه.
و (الموقّى) اسم إنّ و (مثل) خبره ، وتقديره : إن التخلص الحسن مثل تخلصي من الخوارج.
__________________
(١) الأبيات لرؤبة في : مجموع أشعار العرب ق ١٠ / ١ ـ ٢ ـ ٣ ج ٣ / ٢٥ من أرجوزة في مدح مسلمة بن عبد الملك. وروي الأول والثاني للشاعر في : اللسان (خطأ) ١ / ٥٨ والثالث له في : المخصص ١٤ / ٢٠٠ وبلا نسبة في : اللسان (جدر) ٥ / ١٩١ و (وقى) ٢٠ / ٢٨٢
(٢) ورد الشاهد في : النحاس ١٠٥ / ب وشرح أبيات المفصل ٢٧٨ / أوالكوفي ١٦٣ / أ