في (فعل) ما ذكرنا ، وأما ما سوى ذلك فلا يعلم إلا بالسمع ، ثم تطلب النظائر كما أنك تطلب نظائر الأفعال هاهنا».
يريد أن جمع (فعل) في القلة (أفعل) وفي الكثرة (فعول وفعال) وذكر غير ذلك مما جاء جمع (فعل) عليه. فإن جاء له شيء خارج عن القياس حملت على نظيره مما جاء خارجا عن القياس. ثم قال :
«فتجعل نظير الأزناد قول الشاعر» قال الأعشى :
(إذا روّح الراعي اللّقاح مغرّبا |
|
وراحت على آنافها غبراتها) |
أهنّا لها أموالنا عند حقّها |
|
وعزّت بها أعراضنا لانفاتها (١) |
جعل سيبويه نظير (الأزناد) في الخروج عن القياس : الآناف. والقياس (٢) فيهما : أزند وآنف. ويروى : (على آفاقها غبراتها).
والمغرّب : الذي يرعى متباعدا عن الحي. يريد أن المغرب يروح إلى الحي ولا يقيم بمكانه ، لأنه يخشى على الإبل من شدة البرد لأنها مهازيل ، والمهازيل / يخشى عليها أن يؤذيها البرد.
والضمير في (آنافها) يعود إلى اللقاح. ومن روى (آفاقها) أراد آفاق السماء ، ولم يجر للسماء ذكر ، لأنه معلوم أنه يراد به ضمير السماء. ويروى (معجّلا)
__________________
(١) ديوان الأعشى ق ١٠ / ٣٥ ـ ٣٦ ص ٨٧ يهجو بها شيبان الجحدري أحد أبناء عمومته. وجاء في صدر الأول (معجلا) وفي عجزه (آفاقها). وروي البيت للشاعر في اللسان (أنف) ١٠ / ٣٥٥ وبلا نسبة في المخصص ١ / ١٢٨ و ٩ / ٥٧
(٢) ورد الشاهد عند الأعلم ٢ / ١٧٦