والمعنى : لو حقّقت إقامتكم بعد أن عرف أنكم قد أجدتم في الرحيل ، لكنتم بما تفعلون محسنين إليّ ، أو لشكرتكم أو ما أشبه ذلك. وحذف جواب (لو). ومعنى قوله : (وإن كان سرح قد مضى فتسرعا) يريد لو عزمتم على الإقامة ، وإن كان ثقلكم ومتاعكم قد سار قبلكم وتسرع. أراد منهم أن يقيموا وأن يردوا ما قدموه قدّامهم في المسير.
ومن روى (وإن كان سرب) أراد به أن قطعة من نساء الحي كانت قد سارت ، ويروى : (وإنّ أحقّ الناس منكم إقامة) يريد : إن أحق واجب الناس من فعلكم الإقامة ، كما تقول : إن أولى ما تفعلونه الإقامة. يريد إن أحق ما صنعتم الإقامة.
[عطف الظاهر على المضمر المرفوع ـ ضرورة]
٣٥٦ ـ قال سيبويه / (١ / ٣٩١) : «اعلم أنه قبيح أن تقول : ذهبت وعبد الله ، أو ذهبت وأنا ، لأن (أنا) بمنزلة المظهر ، ألا ترى أن المظهر لا يشركه إلا أن يجيء في شعر. قال الراعي :
وجدت سوام الحيّ عرّض دونه |
|
فوارس أبطال لطاف المآزر |
(فلما لحقنا والجياد عشية |
|
دعوا : يا لكلب ، واعتزينا لعامر) (١) |
__________________
(١) ليسا في ديوان الراعي ، وقد روي ثانيهما له عند : سيبويه والأعلم واللسان (عمر) ٦ / ٢٨٦ و (عزا) ١٩ / ٢٨١ وكلاهما للراعي في شرح الكوفي ٢١٩ / أ.
وقد ورد الشاهد ـ وهو عطف الظاهر (الجياد) على المضمر (نا) في (لحقنا) ضرورة ـ في : النحاس ٨٦ / ب والأعلم ١ / ٣٩١ والكوفي ٢١٩ / أوأشار النحاس إلى أن الأجود أن يقول : فلما لحقنا نحن والجياد.
وذكر السيرافي أن لا خلاف بين النحويين في عطف الظاهر على المضمر المنصوب ،