يريد أنه ينصبه في القيظ ليقيه الشمس والحرور ، والمصيّف الذي يصلح للاستعمال في الصيف إذا بردت الريح بالليل تغطى به ، وإذا حميت الشمس بالنهار استظل به ، والمشتي الذي يلبس في الشتاء ليقي البرد.
[اسم (إنّ) ضمير الشأن محذوف]
٣٥٥ ـ قال سيبويه (١ / ٤٣٩) في باب الجزاء ، قال الراعي :
أقول وقد زال الحمول صبابة |
|
وشوقا ولم أطمع بذلك مطمعا |
(فلو أنّ حقّ اليوم منكم إقامة |
|
وإن كان سرح قد مضى فتسرّعا) (١) |
ويروى : وإن كان سرب.
الشاهد (٢) في البيت الثاني الذي أنشده على أنه حذف اسم (أنّ) وهو ضمير الأمر والشأن ، وتقديره : فلو أنه حقّ اليوم منكم إقامة. والحمول : الإبل التي عليها الهوادج التي فيها النساء ، و (صبابة) مصدر منصوب مفعول له ، وزالوا : ابتدروا الرحيل وزالوا عن الموضع الذي كانوا فيه مقيمين.
والذي حكاه ـ أنه قال ـ هو البيت الثاني ، وما بعد القول ـ في البيت الأول ـ ليس بمحكيّ ، إنما المحكيّ قوله. فلو أن حق اليوم منكم .. إلى آخر البيت. وقوله : ولم أطمع بذلك مطمعا ؛ يريد ولم أطمع في قبولهم مني ، ولكنّ ما أجده من الحزن عليهم حملني على الكلام. وحق بمعنى وجب وكان حقّا ، ويقال : حققت الأمر وأحققته إذا تحققته.
__________________
(١) ديوان الراعي. ورد أولهما في ص ١٠١ مطلعا لمقطوعة في أربعة أبيات ، وجاء ثانيهما وحيدا في ص ١٨٦ وفي عجزه (وإن كان صرح) وخير منه كل من (السرح والسرب). وروي الثاني للراعي في : اللسان (سرح) ٣ / ٣١٠ و (سرع) ١٠ / ١٥
(٢) ورد الشاهد في : النحاس ٩٤ / أوالأعلم ١ / ٤٣٩ والكوفي ٢١٩ / أ.