وقوله : بالخير خيرات متصل بفعل كأنه قال : دعا وسأل أن يجزى ـ من فعل منه ومن امرأته ـ بفعل الخير خيرات ، وإن فعل شرا فشرا يجزى.
[إدخال النون الخفيفة على فعل الدعاء]
٥٥١ ـ قال سيبويه (٢ / ١٥٠) في النون الخفيفة ، قال عبد الله بن رواحة الأنصاري :
والله لو لا الله ما اهتدينا |
|
ولا تصدّقنا ولا صلّينا |
(فأنزلن سكينة علينا) |
|
وثبّت الأقدام إن لاقينا (١) |
ويقال : إن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنشد هذه الأبيات وهو يحفر الخندق.
والشاهد (٢) فيه أنه أدخل النون الخفيفة على فعل الدعاء.
والسكينة : ما يجعله الله عز وجل في قلوبهم من الطمأنينة وسكون النفس والثبات إذا لقوا عدوهم ، وأنهم إذا لحقتهم المكاره في الدنيا أعطاهم الله أعواض ما يلحقهم في الجنة ما هو أعود عليهم من جميع ملاذ الدنيا ومنافعها.
__________________
(١) أورد سيبويه البيت الثالث فقط ـ حيث الشاهد ـ ونسبه إلى كعب بن مالك ، ولا وجود للأبيات في ديوانه. وروى السيوطي هذه الأبيات في شرح شواهد المغني ص ٢٨٧ من رجز لعبد الله بن رواحة الصحابي ، وأورد السيوطي بالإسناد خبر مسير عامر بن الأكوع إلى خيبر وهو يرتجز بأصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم أبيات عبد الله المتقدمة ، فنسبها بعضهم إلى عامر وهي لابن رواحة. انظر حواشي المقتضب ٣ / ١٣
(٢) ورد الشاهد في : المقتضب ٣ / ١٣ والأعلم ٢ / ١٥٠ والمغني ش ٥٦٣ ج ٢ / ٣٣٩ والسيوطي ش ١٣٣ ص ٢٨٧ والأشموني ٢ / ٤٩٥