من أهلها ، فخرج بها إلى المدينة ، وكانت أختها عند رجل من بني تميم قريبا من طريقهم ، فقالت له : اعدل بي إلى أختي ، ففعل.
فذبحت لهم وأكرمتهم وكانت من أحسن النساء ، وكان زوجها في إبله ، فقالت امرأة الأحوص له : أقم حتى يأتي ، فلما أمسوا راح مع إبله برعائه ، وراحت غنمه ورعاؤه ، فراح من ذلك أمر كثير.
واسم الرجل مطر ، فلما رآه الأحوص ازدراه واقتحمته عينه ، وكان دميما قبيحا. فقالت له زوجته : قم إلى سلفك فسلمّ عليه .. فقال ـ وأشار إلى أخت زوجته بإصبعه ـ / :
(سلام الله يا مطر عليها |
|
وليس عليك يا مطر السّلام) |
فإن يكن النكاح أحلّ شيئا |
|
فإنّ نكاحها مطرا حرام (١) |
[الرفع على الاستئناف دون الإبدال مما قبله]
٣٤٥ ـ قال سيبويه (١ / ٢٢٥) قال مهلهل :
وسقيت تيم الله كأسا مرّة |
|
كالنار شبّ سعيرها بضرام |
(ولقد خبطن بيوت يشكر خبطة |
|
أخوالناوهم بنو الأعمام) (٢) |
الشاهد (٣) فيه أنه رفع (أخوالنا) على أنه خبر ابتداء محذوف ، كأنه
__________________
(١) تقدم ورود البيتين والشاهد في الفقرة (٣١٣) وفيها في صدر الثاني (أحل أنثى).
(٢) ذكر سيبويه البيت الثاني ، ونسبه كذلك الى مهلهل.
(٣) ورد الشاهد في سيبويه ثانية ١ / ٢٤٨ والنحاس ٤٦ / ب ، وذكر النحاس في (أخوالنا) ثلاث لغات : الرفع بتقدير (هم) والنصب على معنى (أعني) والجر على البدل من (يشكر). ويبقى الرفع أجودها للمعنى فالشاعر مصر على ما فعل بهم مؤكدا على وعيه بالرابطة بينه وبينهم.