الشاهد (١) في قوله (ويكأن) و (وي) كلمة تقال عند استعظام الشيء والتعجب منه ، و (كأن) مخففة من كأنّ ، والنكر : المنكر ، والنشب : المال والورق وما أشبههما ، والمغارم : الديون ، والمناصف : الخدم. وذكر أن امرأتيه سألتاه أن يطلقهما لأنه لم يكن عنده مال ينفقه عليهما.
وقوله (ويكأن من يكن له نشب يحبب) أي من كان له مال أحبته زوجاته ، وقمن بإصلاح طعامه ، وتمهيد فراشه ، واستعداد ما يحتاج إلى استعماله من الآلة. وإن لم يكن معه شيء تهاونّ به ، فساءت حاله ، ولم يصف عيشه. ثم قال : فلعلّي أقضي ديني وأستغني ، وبصير لي خدم وجوار. يعدهما ويمنّيهما لترضيا وتصبرا.
[العدول عن العطف على اسم (انّ) إغناء للمعنى]
٣٣٥ ـ قال سيبويه (١ / ٢٩٠) في باب إنّ ، قال بشر بن أبي خازم :
إذا جزّت نواصي آل بدر |
|
فأدّوها وأسرى في الوثاق |
__________________
(١) ورد الشاهد في : سيبويه أيضا ٢ / ١٧٠ ومعاني القرآن ٢ / ٣١٢ والنحاس ٦٨ / ب والأعلم ١ / ٢٩٠ و ٢ / ١٧٠ والكوفي ٢١٥ / ب والأشموني ٢ / ٤٨٦ والخزانة ٣ / ٩٥
فكان مجمل ما أتوا به في معاني (ويكأنّ) : أنها مركبة من (وي) ومعناها التنبيه مع (كأنّ) التي للتشبيه ومعناهما (ألم تر). أو أنها بمعنى : ويلك فحذفت اللام.
كما قال عنترة : (ويك عنتر أقدم).
أو أنهما كلمتان (ويك أنه) أراد : ويلك أنه ، فحذف اللام وجعل أنّ مفتوحة بفعل مضمر كأنه قال : ويلك اعلم أنه ... فأضمر.
ويبقى الوجه الذي أخذ به ابن السيرافي أكثرها قبولا ، فإن (وي) كلمة تعجب معروفة في الاستعمال وهي غير مركبة مع غيرها. ولكنها في حال التركيب وردت في الاستعمال بمعان متعددة تلتقي عند جانب التعجب فيها.