(وإلا فاعلموا أنّا وأنتم |
|
بغاة ما بقينا في شقاق) (١) |
الشاهد (٢) فيه أنه أتى بعد اسم أنّ (وأنتم) ضمير المرفوع ، ولو عطف على الاسم لوجب أن يقول (وإياكم) ولكنه بدأه (٣).
وسبب هذا الشعر أن قوما من آل بدر الفزاريين جاوروا بني لأم من طيىء ، فعمد بنو لأم إلى الفزاريين فجزوا نواصيهم ، وقالوا : قد مننّا عليكم ولم نقتلكم ـ وبنو فزارة حلفاء بني أسد ـ فغضبت بنو أسد لأجل ما صنع بالبدريين. فقال بشر هذه القصيدة يذكر فيها ما صنع ببني بدر ، ويقول للطائيين :
فإذ قد جززتم نواصيهم ، فاحملوها إلينا ، وأطلقوا من أسرتم منهم. وإن لم تفعلوا ، فاعلموا أنا نبغيكم ونطلبكم ، فإن أصبنا منكم أحدا طلبتمونا به ، فصار كل واحد منا يبغي صاحبه. والشقاق : العداوة. يقول : نبقى أبدا متعادين.
[بدل النكرة من المعرفة]
٣٣٦ ـ قال سيبويه (١ / ٢٢٢) في الصفات ، قال بشر بن أبي خازم :
فإلى ابن أمّ أناس أرحل ناقتي |
|
عمرو ، فتبلغ حاجتي أو تزحف |
__________________
(١) ديوان بشر ق ٣٤ / ١٦ ـ ١٧ ص ١٦٥ من قصيدة قالها يهجو أوس بن حارثة وجاء في صدر الأول (فإذ جزت ..) وهي أجود ، لأنها تعني ماتم وقوعه ، وهو المراد هنا. وأسرى : الواو للمعية. وجاء في عجز الثاني (ما حيينا) وهي مرجوحة. لأن المعنى : نحن بغاة ما بقي شقاقنا. ما مصدريه ظرفية.
(٢) ورد الشاهد في : النحاس ١٣ / أو ٦٨ / ب والأعلم ١ / ٢٩٠ وأسرار العربية ١٥٤ والإنصاف ١٠٩ والكوفي ١٠٠ / ب و ١٧٢ / أو ٢١٦ / أوأوضح المسالك ش ١٤٣ ج ١ / ٢٥٨ والعيني ٢ / ٢٧١ والخزانة ٤ / ٣١٥ أما (بغاة) فإما أن تجعلها خبرا للثاني وتضمر للأول خبرا ، أو هي خبر للأول وتضمر للثاني فهو أجود لقربه ووضوحه.
(٣) في المطبوع : ولكنه قدره.