[النصب على المصدر باضمار الفعل]
٤٠ ـ قال سيبويه (١ / ١٧٧) في باب «له صوت صوت حمار» (١) :
دفعت ظلال الموت عنهم بطعنة |
|
من المزبدات الموئسات الأواسيا |
لها بعد إسناد الكليم وهدئه |
|
ورنّة من يبكي إذا كان باكيا |
(هدير هدير الثّور ينفض رأسه |
|
يذبّ بقرنيه الكلاب الضّواريا) (٢) |
يرثي النابغة في هذه القصيدة وحوحا (٣) أخاه لأبيه ويقول : دفعت الموت عن قوم ذكرهم ، وقد أظلّهم وكاد الموت ينالهم ، يقول : طعنت رجلا من أعدائهم الذين يطلبونهم طعنة ، كانت سبب انكشافهم وتفرقهم لهولها وعظمها ، لها : لهذه الطعنة بعد أن يسند الكليم وهو الجريح ، ويهدأ شيئا من الهدوء. والرّنّة :
__________________
صديق حضارة وصديق عين |
|
وليس لمن تغيّب بالصديق». |
اه قلت : وقد ورد هذا البيت في نص ابن السيرافي ثانية في الفقرة (١٧١) وشرحه هناك بقوله : «أبو مرحب الذي يقول لك : أهلا ومرحبا إذا لقيك ، ليس عنده غير ذلك».
وهذه كما ترى عبارة الغندجاني بنصها هنا؟
(١) عنوان الباب لديه : «باب ما ينصب فيه المصدر المشبّه به على إضمار الفعل المتروك إظهاره».
(٢) الأبيات للنابغة الجعدي في ديوانه ق ١٢ / ٤٩ ـ ٥٠ ص ١٨٠ بدون البيت الأول. قالها في رثاء أخيه وحوح. وجاءت الأبيات آخر القصيدة ، وقد رمز لها جامع الديوان بما يشعر بأن القصيدة لما تتم. وجاء في عجز الثالث (يذبّ بروقيه) وأراه أجود. كما رويت الأبيات للجعدي في شرح الكوفي ٢٦ / أ. وجاء في عجز الأول (من المرديات المويسات الأواسيا). وفي المطبوع : (يذب بروقيه) على غير الأصل.
(٣) وحوح بن قيس ، أخو النابغة الجعدي ، قتل في الجاهلية فرثاه النابغة. انظر : الأغاني ٥ / ٢٥ والإصابة ـ في ترجمة النابغة ـ (تر ٨٦٤١) ٣ / ٥٠٨