صوت البكاء يريد أن الطعنة تخرج الدم ، لها صوت كصوت هدير الثور من الوحش ؛ إذا قاتل كلاب الصيد ، والرّوقان (١) : القرنان ، ينفض رأسه يحركه من جوانبه ليذبّ الكلاب بقرنيه ، ويذب : يدفع بقرنيه عن نفسه الكلاب ، والضواري : التي قد ضريت باللحم.
والشاهد (٢) أنه نصب (هدير الثور) بإضمار فعل ، مثلما فعل في قولهم : صوت صوت حمار.
[مجيء المصدر على وزن اسم المفعول]
٤١ ـ وقال سيبويه (١ / ١١٩) في باب ما يكون من المصادر مفعولا : «ومثل ذلك : سرّح به مسرّحا أي تسريحا ، فالمسرّح والتسريح بمنزلة الضّرب والمضرب». قال جرير :
(ألم تعلم مسرّحي القوافي |
|
فلا عيّا بهنّ ولا اجتلابا) (٣) |
__________________
(١) يشرح (الرّوقان) وهي رواية غيره ، وعنده (بقرنيه).
(٢) ورد الشاهد في : النحاس ٥٢ / ب والأعلم ١ / ١٧٨ والكوفي ٢٦ / أ. وعبارة النحاس : كأنه قال يهدر هديرا.
(٣) ديوانه ص ٦٢ من قصيدة قالها في هجاء العباس بن يزيد الكندي. وجاء في صدره :
ألم تخبر بمسرحي القوافي
وروي البيت لجرير في : اللسان (جلب) ١ / ٢٦٠ و (سحج) ٣ / ١٢٠ وصدره بلا نسبة في : المخصص ١٢ / ٢٨٢
ـ والشاهد أنه أجرى (المسرّح) مجرى (التسريح).
وقد ورد الشاهد في : سيبويه أيضا ١ / ١٦٩ والكامل للمبرد ١ / ٢٠١ والمقتضب ١ / ٧٥ و ٢ / ١٢١ والنحاس ٣٩ / ب والأعلم ١ / ١١٩ و ١٦٩ والكوفي ٢٧ / ب.
وعند الكوفي أن (عيّا واجتلابا) من المصادر المنصوبة بما يستعمل إظهار فعله وإضماره.