يخاطب عاذلته على إنفاق ماله والجود به والإيساع على سائليه. والسّيلحون وبارق والخورنق والسّدير : هذه كلها مواضع (١) تقرب من الحيرة ، ودانه : أطاعه الناس الذين بلادهم من هذه المواضع.
والمعنى أنه ما أغنى عن حجر هذا الملك. ولا دفع عنه الموت ما ملك وجمع. فإذا كان الغنى / لا يدفع الموت فما وجه إمساكه والضّنّ ببذله.
والشاهد (٢) فيه أنه أبدل (أهلها) من (حمير).
[في إعمال اسم الفاعل]
٣٦ ـ قال سيبويه (١ / ٨٥) في : «باب من اسم الفاعل جرى مجرى الفعل المضارع (٣)» «وزعم عيسى (٤) أن بعض العرب ينشد هذا البيت لأبي الأسود» :
__________________
(١) قال البكري ص ٧٩٦ : سيلحين بفتح أوله وإسكان ثانيه وفتح اللام وكسر الحاء المهملة ، وإعرابه بالنون. ومن العرب من يقول سيلحون. وإعرابه إعراب الجمع المسلم ، ونونه أبدا مفتوحة. وهو موضع بالحيرة ، وقيل رستاق من رساتيق العراق ، وقيل مدينة كانت باليمن. وانظر الجبال والأمكنة ص ١٢٦ وبارق : ماء لبني تميم في اليمامة. البكري ٦٤٨ وأورد في ص ١٠٥ قول الأسود ابن يعفر :
ما ذا أؤمل بعد آل محرّق |
|
تركوا منازلهم وبعد إياد |
أهل الخورنق والسّدير وبارق |
|
والقصر ذي الشّرفات من سنداد |
وقال الزمخشري : (أوال) جزيرة بالبحرين. الجبال والأمكنة ١٩
(٢) ورد الشاهد في : النحاس ٣٤ / أوالأعلم ١ / ٨١ وشرح الأبيات المشكلة ٢٤١
(٣) عنوان الباب عند سيبويه (١ / ٨٢) «.. مجرى الفعل المضارع في المفعول في المعنى».
(٤) عيسى بن عمر الثقفي بالولاء ، أبو سليمان ، من أهل البصرة ، أخذ عنه الخليل ، له في النحو كتابان نفيسان مفقودان ذكرهما الخليل في شعر له (ت ١٤٩ ه) ترجمته في : المعارف (٥٣١ و ٥٤٠) وأخبار النحويين البصريين ٢٥ وبغية الوعاة ٢ / ٢٣٧ والخزانة ١ / ٥٦