فإني شريت أي اشتريت ـ بعد الحال التي كنت عرفتها منى ـ الحلم بالجهل. يريد استبدلت بجهلي حلما (١).
وقال النابغة الجّعديّ (٢) :
(عددت قشيرا إذ عددت فلم أسأ |
|
بذاك ولم أزعمك عن ذاك معزلا) (٣) |
ويروى : عددت قشيرا إذ فخرت.
يخاطب النابغة بذاك سوّارا (٤) القشيريّ وكان يهاجيه ، يقول : عددت فضائل قشير وأيامها ومكارمها فلم يسؤني ذاك ، لأن قشيرا بنو عمي ، ولم أدّع أنك لست منهم. أراد أنه يهجوه في نفسه وأنه لا يهجو قومه.
والشاهد (٥) على إعمال (أزعمك) والكاف المفعول الأول ، و (معزلا) المفعول الثاني.
__________________
(١) في الأصل والمطبوع : بحلمي جهلا.
(٢) اسمه قيس بن عبد الله العامري ، أبو ليلى. شاعر مخضرم معمر صحابي. شهد صفين مع علي ، كان يهاجي ليلى الأخيلية فيفحش (ت نحو ٥٠ ه) ترجمته في : المعمرون ٨١ والشعر والشعراء ١ / ٢٨٩ والأغاني أول الجزء الخامس والمؤتلف (تر ٦٦٢) ص ١٩١ ومعجم الشعراء ٣٢١ والتذكرة السعدية ٢١٢ والإصابة (تر ٨٦٤١) ٣ / ٥٠٨ وانظر مقدمة ديوانه.
(٣) ديوان النابغة الجعدي ق ٧ / ٢ ص ١١٤ من قصيدة في هجاء سوّار بن أوفى زوج ليلى الأخيلية. وجاء في صدره (إذ فخرت) وفي عجزه (ولم أزمعك) وهو تحريف.
(٤) سوّار بن أوفى القشيري ويلقب بابن الحيا وهي أمه ، كان يهاجي النابغة الجعدي وعلى أثر هذا التهاجي استعر الهجاء بين النابغة الجعدي وبين ليلى الأخيلية. ترجمته في : ألقاب الشعراء ـ نوادر المخطوطات ٧ / ٣١٢ والأغاني ٥ / ١٣ والمؤتلف ١٨٩
(٥) في المطبوع : (والشاهد في إعمال ..) وقد ورد الشاهد في : النحاس ٣٢ / ب والأعلم ١ / ٦٢. وقال النحاس : أعمل (أزعمك) في (معزل) لأنه بدأ به.