[أفعال الظن بين الإعمال والإلغاء]
٣٣ ـ قال سيبويه (١ / ٦١) في باب الأفعال التي تستعمل وتلغى : «ومما جاء في الشعر معملا قول أبي (١) ذؤيب» (٢) :
(فإن تزعميني كنت أجهل فيكم |
|
فإني شريت الحلم بعدك بالجهل) (٣) |
الشاهد (٤) في إعمال (تزعميني) كما أعمل (حسبت وظننت) والضمير المنصوب هو المفعول الأول ، والجملة في موضع المفعول الثاني ، وهي قوله (كنت أجهل فيكم).
وقول سيبويه : «ومما جاء في الشعر معملا» ليس يريد به أنّ هذا الإعمال إنما يكون في ضرورة الشعر ؛ بل يريد : ومما جاء في الشعر شاهدا على إعمال الفعل الأول قول أبي ذويب.
يقول لهذه المرأة : إن زعمت أني كنت أجهل في اتّباعي الهوى والغزل ؛
__________________
(١) خويلد بن خالد الهذلي الشاعر المشهور ، مخضرم شارك في الفتوح ويقال إنه استشهد في إحداها نحو ٢٧ ه. ترجمته في : كنى الشعراء ـ نوادر المخطوطات ٧ / ٢٨٢ والشعر والشعراء ٢ / ٦٥٣ والأغاني ٦ / ٢٦٤ والمؤتلف (تر ٣٦٥) ص ١١٩ وشرح الاختيارات ٣ / ١٦٨١ والإصابة (تر ٣٨٨) ٤ / ٦٦ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٢٩ والخزانة ١ / ٢٠٣
(٢) عبارة سيبويه : «.. معملا في زعمت ..».
(٣) ديوان الهذليين القسم الأول ٣٦ من قصيدة للشاعر.
(٤) ورد الشاهد في : النحاس ٣٢ / أوالإيضاح العضدي ١٣٤ والأعلم ١ / ٦١ والمغني ش ٦٦٦ ج ١ / ٤١٦ وابن عقيل ش ١٢٣ ج ١ / ٢٩١ وشرح السيوطي ش ٦٥٤ ص ٨٣٤ وشرح البلبل المليح ٢١
وقال النحاس : أعمل (تزعميني) لأنه بدأ بها. وقال أبو علي الفارسي : إذا ابتدأت بهذه الأفعال أعملتها ، وإن وسّطتها أو أخّرتها كنت بالخيار في الإعمال والإلغاء.