الشاهد (١) فيه أنه جر (ولا ناعب) على تقدير أن الباء في (مصلحين) كأنه قال : ليسوا بمصلحين ولا ناعب.
والمآب : المرجع ، والنّعب : صوت الغراب ، والناعب : هو الغراب. وقال الأخوص ذلك في حرب كانت بين بطون بني يربوع ، قتل فيها أبو بدر الغدانيّ. يقول : سيأتي حديثكم الموسم ، وفيه يجتمع الرفاق من كل ناحية ، فإذا رجعوا تفرقوا. وهو معنى قوله : شتى مآبها ، أي إذا رجعت تفرقت في كل وجه ، وانتشر فيهم قبيح صنيعكم ، ونقله من سمعه إلى من لم يسمعه. قوله :
ولا ناعب إلا بشؤم غرابها
هو على طريق المثل ، كما تقول : فلان مشؤوم الطائر. يريد أنه مشؤوم في نفسه.
[في باب الصفة المشبهة]
٣٠ ـ قال سيبويه (١ / ١٠٠) في باب الحسن الوجه (٢) : «ومن ذلك قولهم : هذا أحمر بين (٣) العينين ، وجيّد وجه الدار ، ومما جاء منونا
__________________
(١) ورد الشاهد في : سيبويه أيضا ١ / ٨٣ (ناعبا) و ٤١٨ (ناعب) والنحاس ٣٦ / ب و ٤٨ / ب و ٨٩ / ب والقرطبي ٣٩ / أوالأعلم ١ / ٨٣ و ١٥٤ وشرح الأبيات المشكلة ٩٠ وأسرار العربية ١٥٥ والإنصاف ص ١١٠ و ٢١٧ و ٢٩٧ وإملاء ما منّ به الرحمن ١٢٢ والمغني ش ٧٤١ ج ٢ / ٤٧٨ وشرح السيوطي ش ٧٢٠ ص ٨٧١ والخزانة ٢ / ١٤٠ و ٣ / ٥٠٧ و ٦١٣
وعند العكبري أن الجر بتقدير الباء ليس بموضع ضرورة. ثم ذكر بأنه أفرد لهذه المسألة كتابا. انظر ما تقدم في الحاشية (٣) من الصفحة (٧٢)
(٢) تقدم كلامه حول هذا الباب في الفقرة (١)
(٣) في المطبوع : بين ، بالفتح.