والشاهد (١) فيه أنه نصب (مسمعا) ب (الضرب).
[من ضرورات الشعر ـ حذف الياء]
٢٥ ـ قال سيبويه (١ / ٩ و ٢ / ٢٩١) وكما قال ـ يعني كما قال الشاعر وهو مضرّس بن ربعيّ الأسدي (٢) ـ :
وفتيان شويت لهم شواء |
|
سريع الشّيّ (٣) كنت به نجيحا |
__________________
(١) ورد الشاهد في : المقتضب ١ / ١٤ والنحاس ٢٦ / ب والإيضاح العضدي ١٦١ والأعلم ١ / ٩٩ والكوفي ١١ / أو ١٦٤ / أوشرح أبيات المفصل ٢٧٩ / ب وابن عقيل ش ٢٧ ج ٢ / ٥١ والأشموني ١ / ٢٠٢ و ٢ / ٣٣٣ والخزانة ٣ / ٤٣٩
وذكر المبرد أنه أراد : عن ضرب مسمع ، فلما أدخل الألف واللام امتنعت الإضافة فعمل عمل الفعل.
أما أبو علي الفارسي فقد جعل الناصب هو الفعل (كررت). فقال متسائلا : فهل يكون على أنه أراد أنني كررت على مسمع فلم أنكل عن الضّرب ؛ فلما حذف الجارّ وصل (كررت) إلى (مسمع) فنصب .. ثم تحفّظ فقال : فإن ذلك لا يحمل عليه ما وجد مندوحة عنه.
أما الأعلم فالناصب عنده هو المصدر (الضرب) وذلك لأن الألف واللام بديل التنوين الموجب للنصب. ثم يستطرد إلى رأي آخر ، فيذكر أن من النحويين من ينكر عمل المصدر وفيه الألف واللام لخروجه عن شبه الفعل ، فينصب ما بعده بإضمار مصدر آخر منكور ، والتقدير : فلم أنكل عن الضرب ضرب مسمعا.
وعند الكوفي أن النصب قد يكون بنزع الخافض. قلت : ولكن الضرب يتعدى مباشرة ؛ فيبقى النصب بالمصدر المحلّى بال هو الصائب المقبول.
(٢) مضرس بن ربعي بن لقيط الأسدي. شاعر محسن ، اختار له أبو تمام في حماسته مقطوعتين. وجاء عند البغدادي أنه جاهلي ، وذكر المرزباني أن له خبرا مع الفرزدق.
انظر : الوصايا للسجستاني ١٣٣ والمؤتلف (تر ٦٥٩) ١٩١ والمرزوقي ق ٤٤١ ج ٣ / ١١٨٣ وق ٧٤٧ ج ٤ / ١٦٩٤ ومعجم الشعراء ٣٩٠ والتذكرة السعدية ٣٢٨ والخزانة ٢ / ٢٩٢
(٣) في المطبوع : الشيء.