(لقد علمت أولى المغيرة أنني |
|
لحقت فلم أنكل عن الضّرب مسمعا) (١) |
وجدت في هذا الباب البيت منسوبا إلى المرّار ، ورأيته في شعر مالك ابن زغبة الباهلي ، وكانت بنو ضبيعة قد أغارت على باهلة ، فلحقتهم باهلة وهزمتهم.
والمغيرة : الجماعة التي أغارت. أولاها : أولها. يريد أنهم علموا ما صنعت حين لحقتهم وضربت مسمعا بالسيف. ولم أنكل : لم أعجز ولم أخم (٢) عنه.
__________________
(*) روي البيت في أبيات لمالك بن زغبة الباهلي في (فرحة الأديب) وجاء فيه قول الغندجانيّ ـ بعد أن أعاد ما أورده ابن السيرافي عن الشاهد ـ : «قال س : هذا موضع المثل :
وهل يشفينّ النفس من سقم بها |
|
غناء إذا ما فارقت وركوب |
«لا يكاد يشفي المستفيد ما ذكره ابن السيرافي ، سيّما والقليل الذي ذكره مختلّ. والبيت لمالك بن زغبة الباهليّ يعني مسمع بن شيبان أحد بني قيس بن ثعلبة ، وكان خرج هو وابن كدراء الذّهلي ، يطلبان بدماء من قتلته باهلة من بكر ابن وائل ، يوم قتل أبو الأعشى بن جندل ، فبلغ ذلك باهلة ، فلقولهم فاقتتلوا قتالا شديدا ، فانهزمت بنو قيس ومن كان معها من بني ذهل ، وضرب مسمع ابن شيبان فأفلت جريحا.
«والبيت أول أبيات. نظامها :
١) لقد علمت أولى المغيرة أنني |
|
لحقت فلم أنكل عن الضّرب مسمعا |
٢) ولو أنّ سيفي لم يخنّي صبيّه |
|
لغادرت طيرا تعتفيه وأضبعا |
٣) وفرّ ابن كدراء السّدوسيّ بعد ما |
|
تناول منه في المكرّة مزعا |
٤) أجئتم لكيما تستبيحوا حريمنا |
|
فصادفتم ضربا وطعنا مجدّعا |
٥) فأبتم خزايا صاغرين أذلّة |
|
شريجة أرماح لأكنافكم معا» |
(فرحة الأديب ٣ / أ)
(١) الوخم : الرجل الثقيل. القاموس وخم) ٤ / ١٨٥ وجاء في المطبوع : أحم ، بالمهملة.