وكان أبو العباس يزعم أن الشاعر إذا اضطر إلى أن يرخم في غير النداء ؛ رخّم على مذهب من يقول : يا حار بضم الراء ، لأنه يجعل الكلمة كأنها غير مرخمة ، ويجري عليها ما يجري على الأسماء التي ليست بمرخمة. وهذا الإنشاد يدل على صحة ما ذهب اليه سيبويه.
والذي روى أبو العباس (١) :
ألا أضحت حبالكم رماما |
|
وما عهد كعهدك يا أماما |
حذفها على الترخيم في النداء :
وأقرب الأحوال في هذا أن يكون الإنشادان روايتين ، ويكونان بمنزلة بيتين (٢) ، فيكون كل إنسان يحتج به على اللفظ الذي ورد عليه ، ولا ترد كل رواية بالرواية الأخرى.
والرمام : جمع رمّة وهي القطعة من الحبل ، والأرمام : الحبل الخلق الذي قد صار قطعا ، أراد أن حبل الوصال الذي بينه وبينها قد تقطع فصار رماما. وهو على طريق التشبيه. والشاسعة : البعيدة المحلّ.
__________________
وقد ورد الشاهد في : النحاس ٧٩ / أوالأعلم ١ / ٣٤٣ وشرح الأبيات المشكلة ٢٦٧ وأسرار العربية ٢٤٠ والإنصاف ١٩٥ وأوضح المسالك ش ٤٥٧ ج ٣ / ١١٠ والعيني ٤ / ٢٨٢ والأشموني ٢ / ٤٧٧ والخزانة ١ / ٣٨٩
(١) هو المبرد ، كما أوضح ذلك أكثر من تعرض للشاهد كالأعلم والفارقي والعيني والبغدادي غير أنه ليس في كتب المبرد التي رجعت إليها وهي : الفاضل والكامل والمقتضب.
(٢) حلّ ابن السيرافي هنا غير ذي موضوع ، ولا يصح أن نمنح بيتا لكل معترض ، والأمر لا يعدو أن يكون توجيها شخصيا ـ وإن صح ـ لا يستند إلى رواية مسندة ، والضرورات الشعرية أمر شائع ، سواء كونها قبيحة أو مقبولة لا يقاس عليها في الاختيار.