__________________
الشعر قوما من بني سهم ، وإنما خاطب بها قوما من بني تيم الأدرم. ومنها أنه ذكر أن المسابقة كانت بين خداش وبينهم ، وإنما كانت المسابقة بين بني العرقة من تيم الأدرم ، وبين كرز بن ربيعة بن عمرو بن عامر ، وهو من رهط خداش ، ثم إنه لم يعرف القصة فيتبين المعنى ويشفى المستفيد.
وكان من قصة هذا الشعر ، أنه كان أول ما هاج بين قريش وبين بني عامر ابن صعصعة ، أن كرز بن ربيعة ـ بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة راهن أسيدا وعمرا وعبد الله بني العرقة من بني تيم بن غالب وهو تيم الأدرم على فرس لهم يقال له البرق ، والسّبّق ثلاثون معها مثلها ليس فيها حذّاء ولا حرّاء ولا أبّاء ولا حنفاء ولا ذات عوار ، وجعلوا المدى والمضمار إلى كرز.
فجعل المدى ما بين السّجسج إلى ذات الفلج من سواء كشب ، وجعل آخر المضمار بياض ركبة ، فلامه قومه فقال : والله ما أخاف عليكم منه من شيء : ما غيّل قط ، ولا تفرّع في كل مكان صبّن قط ، وإنه ليصبح في جمّته ، غير أنه قد كان به رهصة رهصها وهو فلو ، ثم ما زالت في وهن ، وإنه اليوم لرباع ، فإن تنخرق قبل أن يجري ميلا يجىء سابقا ، وإن تمكث كما هي فلا أدري.
فأرسلوا الفرسين. وحمل كرز على فرسه : المجالد بن زهير بن ربيعة بن عمرو بن عامر ، فلم يجر ميلا حتى تخرقت الرهصة فجاء سابقا ، وهلك البرق في ركبة. فأخذ السيق ، فناشدوه رحم مجد بنت تيم بن غالب وهي أم بني ربيعة بن عامر بن صعصعة ، فأبى أن يرد الصيق. فلبثوا قريبا من سنتين.
ثم ركب بنو العرقة فلقوا أسيد بن مالك ، وعمرو بن مالك ، وعثمان بن أسيد من بني عامر بن ربيعة بأسفل العقيق ، في إبل لهم فيها بكرة فوّارة يقال لها العنب عشراء ، فطردوا الإبل ، فاستقبلها عثمان بن أسيد ينفّر بها بثوبه ، وبعث