وقد أتى هذا البيت في قصيدة عينية. قال شقران (١) مولى سلامان من قضاعة :
إنّ الذي ربّضتما أمره |
|
سرّا وقد بيّن للنّاخع |
لكالتي يحسبها أهلها |
|
عذراء بكرا وهي في التاسع |
فاركب من الأمر قراديده |
|
بالحزم والقوّة ، أو صانع |
حتى ترى الأجدع مذلوليا |
|
يلتمس الفضل إلى الجادع |
كنا نداريها فقد مزّقت |
|
واتّسع الخرق على الراقع (٢) |
يقال بيّن الشيء وتبيّن وبان بمعنى واحد ، والناخع : الذي قتل الأمر علما ، والقراديد : جمع قردودة وهو ما نتأمن عظام وسط الظهر ، والقردودة : قطعة من الأرض فيها غلظ وامتداد. يعني : اركب من الأمور أوثقها وأحكمها وتمكّن فيها. والمذلولي : المنقاد المتابع الذي لا يتعب.
[عمل (لا) النافية للجنس مقرونة بهمزة الاستفهام]
__________________
(١) من شعراء بنى أمية ، كان موجودا زمن الوليد بن يزيد ، وقال شعرا في مقتل الوليد سنة ١٢٦ ه. ترجمته في : المؤتلف ٩٢ والتبريزي ٤ / ٧٤ وأورد له في عيون الأخبار ١ / ٢٥٦ وانظر : الكامل لابن الأثير ٤ / ٢٦٤ (حوادث سنة ١٢٦ ه) والقاموس (شقر) ٢ / ٦٢
(٢) رويت الأبيات لشقران في شرح الكوفي ١١٢ / ب ولم يشر الغندجاني إليها ، مع أنه ذكر منها قبل (٣١ / ب) البيت الذي أتى به ابن السيرافي (لا نسب اليوم ... الراقع) وما لبث أن مال بها إلى قصيدة السّلمي القافيّة دون أية إشارة إلى هذه الأبيات العينية!
وروي البيتان الثالث والرابع لشقران في : اللسان (ذمي) ١٨ / ٣١٦ وجاء في صدر الرابع (الأخدع) وفي قافيته (الخادع). وهي رواية مرجوحة إذ انحرفت بالمعنى من القوة والبأس إلى الخداع.