في المفعول ، وصار طويلا بنصبه المفعول ، وأراد : يا هذا الذي خوّفنا بأن يعاقبنا لأجل قتلنا شيخه. وعنى بشيخه أباه ، والمنادى : امرؤ القيس بن حجر ، وكانت بنو أسد قتلت حجرا أبا امرىء القيس ، فتوعدهم امرؤ القيس بأن يقتلهم.
وقوله (تمنّي صاحب الأحلام) يريد تتمنى أن تقتلنا وأنت لا تقدر على قتلنا ، وتمنيك يجري مجرى ما يراه صاحب الأحلام في منامه. و (تمنّي) منصوب بإضمار : تتمنى تمنيا مثل تمني صاحب الأحلام ، وهو من باب قولهم : شربت شرب الإبل. لا تبكنا أي لا تطلب بدمائنا إن قتلتنا ، ولا تندبنا. وهذا على طريق التهكم بامرىء القيس ، أي أنت لا تقدر على قتلنا ، فاجعل بكاءك على أبيك حجر ، وحجر هو ابن أم قطام.
[النصب على الحال المؤكّدة]
٢٩٦ ـ قال سيبويه (١ / ٢٥٧) في باب ما ينتصب لأنه خبر للمعروف : «هو الحق بيّنا ومعلوما ، لأن ذا مما يوضّح ويؤكّد به الحق» ، و (بيّنا ومعلوما) ينتصبان على الحال ، وهذه الحال هي حال مؤكّدة. يريد أنها تؤكد معنى الكلام ، لأن قولنا (هو الحق) فيه إعلام وتبيين أن الذي أخبرنا عنه بأنه الحق واضح بيّن معلوم ، فقد أكدنا إخبارنا عنه بأنه الحق بقولنا (بيّنا ومعلوما) يريد كونه حقا معلوم.
والعامل في الحال : فعل دل عليه معنى الجملة ، كأنه قال : أعرفه بيّنا وأتبينه معلوما وما أشبه ذلك ، وإذا قال : هو الحق فمعناه : أعرف أن الذي أخبرتك به حق ومعلوم ومعروف.
وقال سالم (١) بن دارة :
__________________
(١) سالم بن مسافع الغطفاني ودارة أمه ، شاعر مخضرم خبيث اللسان وبسببه قتل ، قتله زميل الفزاري نحو ٣٠ ه ترجمته في : أسماء المغتالين ـ نوادر المخطوطات ٦ / ١٥٦ والشعر