(يا ربّ غابطنا لو كان يطلبكم |
|
لاقى مباعدة منكم وحرمانا) (١) |
الشاهد (٢) فيه على أن (غابطنا) بمنزلة نكرة مفردة ، وأن هذه الإضافة لم تعرّفه ، يريد يا ربّ غابط لنا.
يقول : يا رب إنسان يغبطني على محبتي لك ، ويظن أنك تجازينني بها ، ولو كان مكاني للاقى كما لاقيته من المباعدة وحرمان ما يلتمسه. والمعنى واضح.
وقال أبو محجن (٣) :
(يا ربّ مثلك في النساء غريرة |
|
بيضاء قد متّعتها بطلاق) (٤)(٥) |
__________________
(١) ديوان جرير ص ٥٩٥ من قصيدة قالها يهجو الأخطل. وروي البيت لجرير في اللسان (عرض) ٩ / ٣٦
(٢) ورد الشاهد في : معاني القرآن ٢ / ١٥ والمقتضب ٣ / ٢٢٧ والنحاس ٥٦ / أوالأعلم ١ / ٢١٢ والمغني ش ٧٦٤ ج ٢ / ٥١١ وأوضح المسالك ش ٣١٨ ج ٢ / ١٧٠ وشرح السيوطي ٧١٢ وش ٧٤٣ ص ٨٨٠ والأشموني ٢ / ٣٠٥ وقد أشار معظمهم إلى أنه لو لم تكن (غابطنا) نكرة لما أدخل عليها (ربّ) لأن رب لا يقع إلا على نكرة.
(٣) اسمه عبد الله بن حبيب (على خلاف) من ثقيف ، شاعر مخضرم فارس ، حدّ بالخمر مرارا ، اشترك في القادسية (ت بجرجان ٣٠ ه). ترجمته في : البيان والتبيين ٣ / ٣٣٨ والشعر والشعراء ١ / ٤٢٣ وجمهرة الأنساب ٢٦٨ والإصابة (تر ١٠١٧) ٤ / ١٧٣ وشرح شواهد المغني ١٠١ والخزانة ٣ / ٥٥٣
(٤) البيت لأبي محجن عند سيبويه ، ولم أجده في شرح ديوان أبي محجن ، وهو له في شرح الكوفي ٢٠١ / ب.
(*) وجاء في فرحة الأديب للغندجاني قوله :
«غلط ابن السيرافي في نسب هذا البيت إلى أبي محجن ، وإنما غرّه أن قائل