والقداح : السهام التي لم تركّب عليها النصال ولم تصلح بعد. يريد أن السهام التي رمين بها وأصلحنها ليست بسهام من خشب ؛ إنما هي أعينهن إذا نظرن بها إلى إنسان ، وخلل الستور : الفرج التي بينها ، والمرضى : العيون التي في طرفها فتور. وجعل ذلك الفتور والضعف الذي في نظرها بمنزلة السقام فيها ، وهي صحاح في أنفسها ، وإنما يفتر النظر من رطوبة الجسم والنعمة والترف.
ومثله :
إن العيون التي في طرفها مرض (١) |
|
... |
[مجيء (من) بمنزلة (إنسان) وليست موصولة]
٢٩٠ ـ قال سيبويه (١ / ٢٦٩) : «وقال الخليل : إن شئت جعلت (من) بمنزلة إنسان وجعلت (ما) بمنزلة شيء نكرتين ، ويصير (منطلق) صفة ل (من) و (مهين) صفة ل (ما) (٢). وزعم أن هذا البيت عنده مثل ذلك (٣)». قال كعب (٤) بن مالك :
__________________
(١) صدر بيت لجرير وعجزه : (قتلننا ثم لم يحيين قتلانا) انظر شرح ديوان جرير ٥٩٥ والرواية المتداولة (حور) كما في الأغاني ٨ / ٦ وهي (مرض) في الأغاني ٨ / ٤٢ وعند المبرد في : الفاضل ١٠٩ والكامل ١ / ٢٨٣ والمقتضب ٢ / ١٧٣ وشرح الكوفي ٢٠٠ / ب.
والشاهد فيه إفراد (الطّرف) مع العيون وهي جمع ، لأن الطرف مصدر في الأصل ولا يجمع. انظر الصحاح (طرف) ٤ / ١٣٩٣
(٢) يشير هنا إلى مثال أورده سيبويه في الموضع المذكور. وهو قولك : «هذا من أعرف منطلقا ، وهذا ما عندي مهينا» قبل أن يصل بهما إلى وجه الصفة.
(٣) البيت الآخر الذي يشير إليه هو قول الفرزدق في الباب نفسه :
إني وإياك إذ حلّت بأرحلنا |
|
كمن بواديه بعد المحل ممطور |
فجعل (ممطور) صفة ل (من) لأنها نكرة مبهمة ، ولو عدّها موصولة لجاز رفع (ممطور).
(٤) الصحابي الخزرجي : شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم ، له ٨٠ حديثا ، لم يشهد