[في الإضافة غير المحضة]
٢٨٩ ـ وقال سيبويه (١ / ٢٢٧) في باب الصفة ، قال ابن ميادة :
فارتشن حين أردن أن يرميننا |
|
نبلا مقذّذة بغير قداح |
ونظرن من خلل السّتور بأعين |
|
مرضى مخالطها السّقام صحاح (١) |
الشاهد (٢) فيه أنه جعل (مخالطها) صفة ل (أعين) ، والفعل للسقام ، فأضاف اسم الفاعل وأجراه صفة للأول والفعل لسبب الموصوف لا للموصوف.
وارتشن : اتخذن ريشا لسهامهن ، وهذا على طريق المثل ، جعل أعينهن إذا نظرت بمنزلة السهام التي يرمى بها ، و (نبلا) منصوبة على أحد وجهين : إما أن تكون منصوبة ب (ارتشن) كأنه جعل ارتشن في موضع رشن ، وهو كقولك : ورشن نبلا. والوجه الآخر أن تكون منصوبة بإضمار فعل ، كأنه قال بعد قوله : ارتشن ، فرشن نبلا. تقديره : اتخذن ريشا فرشن به نبلا.
والمقذّدة : السهام التي عليها قذذ. والقذذ : ريش السهم ، الواحد قذّة ،
__________________
فأصبحت الغداة ألوم نفسي |
|
على شيء وليس بمستطاع |
كمغبون يعضّ على يديه |
|
تبيّن غبنه بعد البياع». |
(فرحة الأديب ٢٤ / أ)
(١) روي البيتان لابن ميادة في الأغاني ٢ / ٣٢٣ من قصيدة له في مدح المنصور.
وجاء في أولهما : (.. أن يرمينني نبلا بلا ريش ..) وفي صدر الثاني : فنظرن من خلل الحجال ..) وروي الأول للشاعر في : اللسان (ريش) ٨ / ١٩٨ وبلا نسبة في : المخصص ٦ / ٥٦
(٢) ورد الشاهد في : النحاس ٥٧ / ب والأعلم ١ / ٢٢٧ والكوفي ٢٠٠ / ب. وأشار النحاس إلى أن (مخالطها) نكرة لأن التنوين قد نوي ، ولو لا ذلك لم يصف (بصحاح). كما أن رفعها لا يجوز إلا على وجه الابتداء بالنكرة ، كما نقول : قائم زيد.