[التعريف بالنداء]
٢٨٢ ـ قال سيبويه (١ / ٣١٢) في النداء ، قال الحارث (١) بن خالد المخزوميّ
(يا دار حسّرها البلى تحسيرا |
|
وسفت عليها الريح بعدك مورا) |
دقّ التراب تجيله : فمخيّم |
|
بعراصها ، ومسيّر تسييرا (٢) |
الشاهد (٣) فيه أنه نادى دارا بعينها فصارت معرفة ، وبناها على الضم لما قصد قصدها وليست بنكرة. ثم أتى بعدها بقوله : حسّرها البلى ، والفعل لا ينعت به إلا النكرة. فأراد سيبويه أن (حسّرها) ليس بنعت ل (الدار) إنما استأنف خبرا ، كأنه بعد أن ناداها أخذ في الإخبار عنها فقال : حسّرها البلى.
ومعنى حسّرها : أزال ما كان فيها من الأطلال ، وسفت الرياح على رسومها التراب فدرست معالمها ، وامّحى أثرها. والمور : الغبار والتراب.
و (دقّ التراب) منصوب بدل من (مورا) ويجوز أن ينتصب بإضمار فعل مثل الفعل المتقدم ، كأنه قال : سفت عليها دقّ التراب.
__________________
(١) الشاعر المكي الغزل. تولى إمارة مكة ليزيد وعبد الملك (ت نحو ٨٠ ه).
ترجمته في : الأغاني ٣ / ٣١١ و ٩ / ٢٢٧ والتبريزي ٣ / ١٣٩ والخزانة ١ / ٢١٧
(٢) عند سيبويه البيت الأول حيث الشاهد ، وقد نسبه إلى الأحوص ، وهما في ديوان الحارث بن خالد المخزومي ق ١٣ / ٧ ـ ٨ ص ٦٢ وجاء في عجز الأول (بورا) ومورا أرجح. وفي صدر الثاني (نخيله) وتجيله أجود نفيا لتكرار المعنى بين (الدق والنخيل) من جهة ، ولوضوح ارتباطها بما بعدها من جهة أخرى.
وروي البيتان للحارث من قصيدة في : الأغاني ٣ / ٣٣٦
(٣) ورد الشاهد في : النحاس ٧٣ / ب والأعلم ١ / ٣١٢ والكوفي ١٩٨ / أ.