الإنشاد ، والبيت في الكتاب منسوب إلى رجل من بني سلول. والذي فيه عندي قد أثبتّه.
[تأنيث فاعل المذكر حملا على المعنى]
٢٨١ ـ قال سيبويه (١ / ٢٣٩) قال الكميت (١) بن معروف :
وما زلت محمولا عليّ ضغينة |
|
ومضطلع الأضغان مذ أنا يافع) |
إلى أن مضت لي أربعون وجرّبت |
|
طبيعة صلب حين تبلى الطبائع (٢) |
الشاهد (٣) فيه أنه ذكّر (محمولا) وهو الذي ارتفع به (ضغينة) ولم يقل محمولة.
والضغينة ما في قلب الرجل من العداوة والحقد ، يقول : مازلت مذ كنت صبيا يضطغن عليّ الناس ، وأضطغن عليهم ، يعني أنه كثير الخصومة والمنازعة ، ففي قلب من يخاصمه عليه حقد ، وهو مضمر عداوته وخصومته ، وفي قلبه على من يخاصمه مثل ذلك.
يعني أنه قوي ، صبور على ما ينزل به من الأمور التي فيها شدة وقتال وخصومة.
واليافع : الذي قد قارب البلوغ ، ويبلى : يختبر ، وأراد بالصّلب نفسه. يريد أنه قد جرب وعرفت جلادته وقوته وصبره.
__________________
(١) الكمت ثلاثة : الكميت بن معروف الأسدي ، وهو الأوسط ، وجدّه الكميت ابن ثعلبة ، ثم الكميت بن زيد وكلهم شاعر. وابن معروف يكنى أبا أيوب وهو مخضرم (ت نحو ٦٠ ه). ترجمته في : المؤتلف (تر ٥٧١) ١٧٠ ومعجم الشعراء ٣٤٧
(٢) أورد سيبويه أولهما ـ حيث الشاهد ـ ونسبه إلى الكميت بن معروف. وروى الكوفي البيتين للشاعر في ١٩٧ / ب ، وروي الأول بلا نسبة في : المخصص ١٦ / ٨٢
(٣) ورد الشاهد في : النحاس ٥٩ / أوالأعلم ١ / ٢٣٩ والكوفي ١٩٧ / ب والخزانة ٢ / ٨٩ وذكر الأعلم أنه حذف الهاء من (محمولة) لأن معنى الضغينة والضغن واحد.