(وأنت امرؤ منا خلقت لغيرنا |
|
حياتك لا نفع وموتك فاجع) |
وأنت ـ على ما كان منك ـ ابن حرة |
|
أبيّ ، لما يرضى به الخصم مانع |
وفيك خصال صالحات ، يشينها |
|
لك ابن أخ ، عبد الخليقة راضع (١) |
المقول فيه هذا الشعر : الحضين (٢) بن المنذر. يقول : أنت منا ولا ننتفع بك ، إنما ينتفع بك الأباعد ، فنحن لا ننتفع بحياتك وإن متّ فجعتنا بنفسك ، لأن لنا بك جمالا وذكرا ، وأنت ـ على ما فيك من ترك معاملتك لنا بالجميل ـ كريم تأبى أن تضام وأن ينال منك خصمك ما يرضاه. والخليقة : الطبيعة ، وعبد الخليقة يعني أنّ طبعه في اللؤم والخسة كطبع العبد ، والراضع : اللئيم.
يقول : ابن أخيك يشينك في تقبيح أفعاله حتى يغطي ما فيك من الخصال المحمودة فلا تذكر بها. ويروى : (حياتك لا ترجى) وليست فيه حجة على هذا
__________________
(١) أورد سيبويه البيت الأول فقط حيث الشاهد ، ونسبه إلى رجل من بني سلول ، وروي كذلك في حماسة البحتري ق ٥٦٣ ص ١١٦ منسوبا إلى أبي زبيد الطائي ، وفي عجزه (حياتك لا ترجى ..) ورويت الأبيات الثلاثة منسوبة إلى الضحاك بن هنّام في الخزانة ٢ / ٨٩ وجاء في عجز الثالث (لديك جفاء عنده الود ضائع). أما الكوفي ١٩٧ / ب فقد أوردها جميعا منسوبة إلى الرقاشي.
ـ وقد ورد الشاهد في : الأعلم ١ / ٣٥٨ والكوفي ١١٤ / أو ١٩٧ / ب والأشموني ١ / ١٥٤ والخزانة ٢ / ٨٩
(٢) في الأصل والمطبوع (الحصين) بالمهملة ، وصوابه ما أثبتّ. وهو الحضين بن منذر أحد بني رقاش ، لاذع اللسان ، يروي الشعر ، وكان بيده لواء علي بن أبي طالب في صفين وهو في التاسعة عشرة. ترجمته في : البيان والتبيين ٢ / ١٦٩ و ٣ / ١٠٨ وجمهرة الأنساب ٣١٧ والتذكرة السعدية ٣٤٤ والخزانة ٢ / ٩٠ ورغبة الآمل ٦ / ١١٧