هزم الرعد ، فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه. والبرد : الذي فيه برد.
وقوله : من الثريا ، يريد : من المطر الذي يأتي عند سقوط الثريا ، وهو نوء الثريا. والجحد : القصير الذي لا يطول. أراد أن النبت الذي يكون عن هذا المطر غير جحد أي غير قصير. والوهد : منخفض من الأرض وجمعه وهاد ، والمتان : جمع متن وهو ماعلا من الأرض. يعني أن المطر كثر حتى ملأ الوهاد ، والمتان يطّرد الماء عليه. يريد أن الماء غطى الأرض وهادها ومتانها.
[في تكرار (لا)]
٢٨٠ ـ قال سيبويه (١ / ٣٥٨) : «واعلم أنه قبيح أن تقول : مررت برجل لا فارس ، حتى تقول : لا فارس ولا شجاع .. وذلك أنه جواب لمن قال ـ أو لمن تجعله ممن قال ـ أبرجل شجاع مررت أم بفارس؟».
ذكر سيبويه أن النعت والحال والخبر ـ في هذا الباب ـ لا يأتي إلا على التكرير (١) لأنه عندهم جواب كلام فيه تكرير ، وإن تكلموا به ولم يتقدمه كلام يكون هذا الكلام جوابا له ، فهو على تقدير جواب متكلم تكلم به وإن لم يكن ثمّ متكلم. وهو معنى قول سيبويه : وذلك أنه جواب لمن قال وهو المتكلم ـ أو لمن تجعله ممن قال ـ أي تقدره ، كأنه يتكلم بكلام فيه تكرير ، فجعلت هذا جوابه.
ثم قال سيبويه (١ / ٣٥٨) : «وقد يجوز على ضعفه». يريد أنه يجوز أن يأتي بغير تكرير /.
قال الرقاشي (٢) :
__________________
(١) في المطبوع : التنكير.
(٢) اسمه الضحاك بن هنّام الرّقاشي من شعراء القرن الأول. ترجمته في الخزانة ٢ / ٨٩ وورد اسمه مع الشعر في : شرح ما يقع فيه التصحيف للعسكري ص ٤٠٥ وزهر الآداب للحصري ٢ / ٦٥٢