٢٧٩ ـ قال سيبويه (١ / ٣٢٩) في باب الاختصاص ، وقال : ـ يعني الخليل ـ في قول الشاعر :
(يا هند هند بين خلب وكبد) (١)
أنه أراد : أنت هند بين خلب وكبد : «يجعلها نكرة ، وقد يجوز أن تقول بعد ـ مقبلا على من تحدثه ـ : هند هذه بين خلب وكبد».
وجعلها نكرة أحب إليّ ، لأنها إذا كانت نكرة فهي مخاطبة ، كأنه قال : أنت هند من الهنود بين خلب وكبد. وقوله : يا هند ؛ هو نداء لها وخطاب ، وبعد هذا البيت خطاب لها أيضا. وهو إذا جعلها معرفة أخرجها عن أن تكون مخاطبة وحدّث غيرها عنها. وبعد هذا البيت ما يشهد لهذا وهو قوله :
أسقاك غيث (٢) هزم الرعد برد |
|
من الثريا نبته غير جحد |
فكل وهد ومتان يطّرد (٣) |
والخلب : حجاب القلب ، أراد أن ذكرها علق بقلبه فكأنها حاصلة بين كبده وقلبه. والهزم : السحاب الذي لرعده صوت شديد. وأراد : أسقاك سحاب
__________________
(١) ورد الشاهد في : تفسير عيون سيبويه ٣٦ / أوالأعلم ١ / ٣٢٩ والكوفي ١٩٧ / أ.
على جعل (هند) الثانية خبر ابتداء محذوف وهي نكرة موصوفة بما بعدها ، لما في ذلك من توفير حيوية الأداء بالخطاب المباشر.
(٢) في الأصل والمطبوع (عين) وهو تصحيف.
(٣) لم يعرف قائل هذا الشعر ، وقد وردت الأبيات الأربعة في شرح الكوفي ١٩٧ / أوجاء في مجمع الأمثال ١ / ٧٧ (٣٩٠) قولهم : أنت بين كبدي وخلبي ، يضرب للعزيز الذي يشفق عليه. وورد الأول في اللسان (خلب) ١ / ٣٥٢ ومعه الثاني في (برد) ٤ / ٥١ وفيه : أسقاك عني هازم ..