الجواء (١) موضع بعينه يقال له الجواء ، وهو الذي عناه عنترة. والجواء أيضا : جمع جوّ وهو البطن من الأرض الواسع ، تكلمي : أخبري عن أهلك والذين كانوا قاطنين بك ، ما فعلوا .. وعمي صباحا : انعمي واسلمي من الآفات في صباحك.
و (صباحا) منصوب على الظرف ، و (عمي) محذوف من (انعمي) على طريق التخفيف لكثرة استعماله ، وقيل : إنه من وعم يعم مثل وعد يعد ، فقوله : عمي مثل عدي ، إلا أنه لا يستعمل منه إلا هذا الفعل الذى هو دعاء وهو على لفظ الأمر.
وقد حكي عن بعض أصحابنا المتقدمين أنه قال : هو من قولهم : عمت السّماء تعمي ، ومعنى عمت : سال مطرها. والقول الأول أعجب إليّ. وقد رأيناهم حذفوا من بعض الأفعال التي يكثر استعمالها ما لا يوجب القياس حذفه ، لكثرة الاستعمال. نحو : لم أبل ، ولم يك ، ولم نرهم استعملوا وعم يعم ، ولا عمى (٢) يعمي في هذا الباب.
[الاسم المكرر خبر ابتداء محذوف ـ للمعنى]
__________________
(١) الجواء : جبل بنجد يلي رحرحان من غربيه ، بينه وبين الرّبذة ثمانية فراسخ. الجبال والأمكنة ٦٠ والبكري ٢٥٥ و ٣٩٦
(٢) جاء في اللسان (وعم) ١٦ / ١٢٨ قول الأزهري : لو كان من عمى يعمي لكان حقه أن يقول : واعمي صباحا .. وعنده أنها من أنعم حذفوا بعض حروفه لكثرته في كلامهم. وهذا كقولهم (لاهمّ) وتمامه اللهم. وفي القاموس (الوعم) ٤ / ١٨٧ قوله : وعم الدار قال لها انعمي ومنه عم صباحا ومساء. قلت : ويغلب على الظن أن الفعل وعم أتى بعد وصولهم إلى اللفظ المختصر : عم وعمي غير ملتفتين إلى الأصل الذي كان عليه ، وله نظائر.