أن مانالوا من خيره بعد الحال التي كانوا فيها ؛ كحال من كان محلّه جدبا غير ممطور ، ثم مطر فأخصب.
و (بعد المحل) منصوب ب (ممطور) والباء التي في قولك (بواديه) متصلة ب (ممطور) أيضا. أراد كإنسان ممطور بواديه بعد المحل. وقوله (وإياك) اسم معطوف على الضمير المنصوب ب (إنّ) ، وهو ضمير : يزيد بن عبد الملك الممدوح ، وليس في بقية البيت ما يعود إلى (إياك). والكاف في قولك (كمن) وما اتصل بها خبر لضمير المتكلم. وقد جاء مثل هذا. قال الشاعر (١) :
فمن يك سائلا عني فإني |
|
وجروة لا ترود ولا تعار |
لم يخبر عن نفسه وأخبر عن جروة.
ويقدّر في مثل هذا ما يعود إلى الاسم الآخر ، كأنه قال : كإنسان مطر بخيرك وجودك. فإن قال قائل : ففي الكلام ضمير محذوف يعود إلى (إياك) وهو قوله : إذ بلّغن أرحلنا ، معناه : إذ بلّغنك أرحلنا ؛ قيل له : (إذ) وما اتصل بها لا يصلح أن يكون خبرا ل (إياك). فإن قال : لست أخبر عن (إياك) بإذ وما اتصل بها ؛ ولكنّي أجعل (إذ) ظرفا منصوبا ب (كمن) فتكون الكاف وصلتها خبرا عنهما ، ويكون العائد إلى (إياك) الضمير المحذوف المنصوب ب (بلّغن) ـ كان في هذا القول نظر.
[في الجر على الجوار]
٢٦٢ ـ قال سيبويه (١ / ٢١٧) في باب الجر : «قال الخليل : لا يقولون
__________________
(١) هو شداد بن معاوية أبو عنترة العبسي. وقد تقدم الكلام عن الشاعر وبيته في الفقرة (١٧٤).