[في الإضافة غير المحضة]
٢٥٩ ـ قال سيبويه (١ / ٢١٢) قال ذو الرمة :
ألا خيّلت خرقاء بالبين بعدما |
|
مضى الليل إلا خطّ أبلق جاشر |
(سرت تخبط الظّلماء من جانبي قسا |
|
وحبّ بها من خابط اللّيل زائر) (١) |
خرقاء : امرأة ، وخيّلت : من التخييل. أراد أنها أرته خيالها في النوم. والبين : القطعة من الأرض ، وقيل : البين ملتقى كل أرضين ، وأراد بالأبلق ضوء الفجر ، والجاشر : المضيء ، يقال : جشر الصبح إذا أضاء. وأراد بالاستثناء أنه مضى الليل إلا مقدارا منه قد لاح فيه (٢) ضوء الفجر ، فجعل (إلا خط أبلق) بمنزلة قوله : إلا بقية فيها (٣) خط أبلق.
وتصحيح لفظه أنه في تقدير استثناء متصل ، كأنه قال : مضى الليل إلا بقية خط أبلق ، ثم حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه. وسرت : سارت بالليل ، يعني خيالها ، وحبّ بها : أصله حبب بها ثم أدغم ، يريد ما أحبّها إليّ ، وقسا (٤) موضع بعينه ، وتخبط الظلماء : تأتي على غير هداية ، و (خابط) مضاف إلى الليل والليل معرفة ، ولم يتعرف (٥) خابط بإضافته إلى الليل. و (زائر) نعت ل (خابط) ولو كان (خابط) معرفة لم ينعت ب (زائر) وهو نكرة.
__________________
(١) ديوان ذي الرمة ق ٣٩ / ٣٥ ـ ٣٦ ص ٢٩٠ وجاء في عجز الثاني (فأحبب بها ..). وروي الثاني للشاعر في اللسان (خبط) ٩ / ١٥٢ و (قسا) ٢٠ / ٤٢
(٢) في الأصل والمطبوع : فيها.
(٣) في الأصل والمطبوع : فيه.
(٤) جبيل بالدهناء لبني ضبة. انظر : الجبال والأمكنة ١٩١ والبكري ٧٥٢
(٥) ورد الشاهد في : النحاس ٥٦ / أوالأعلم ١ / ٢١٢ والكوفي ١٩١ / أ.