ويجيء شيئا بعد شيء ، ويترقرق : يجري ويسيل. وأراد بماء الهوى : الدموع التي تجري من عين من في قلبه هوى. والمعنى واضح.
[(ابن ماء) وأشباهه نكرة]
٢٥٨ ـ قال سيبويه (١ / ٢٦٦) قال ذو الرمة :
وماء قديم العهد بالناس آجن |
|
كأنّ الدّبا ماء الغضافيه يبصق |
(وردت اعتسافا والثريّا كأنّها |
|
على قمّة الرأس ابن ماء محلّق) (١) |
الآجن : الماء المتغير ، قديم العهد بالناس : لم ينزل عليه أحد لأنه في موضع من الفلاة لا يسلك كثيرا. والدّبا : من الجراد الذي لم تنبت أجنحته ، والغضا : شجر معروف. و (ماء الغضا) منصوب ب (يبصق) يقول : كأنّ الدبا أكل الغضا ، ثم بصق في هذا الماء ، وبصاقه أسود شبّه ما يبصقه الدبا بما يخرج من الغضا ، والذي يخرج منه قطران أو شبيه بالقطران.
وردت هذا الماء اعتسافا ، أي على غير هداية. يقال اعتسف الطريق : إذا ركبه على غير هداية. والجملة التي بعد قوله : (اعتسافا) في موضع الحال من التاء. أي وردت في هذه الحال. و (الثريا) مبتدأة والجملة التي بعدها خبرها.
وقمة الرأس : أعلاه ، ابن ماء : طائر من طير الماء ، ومحلق : مرتفع في الجو يريد أنه ورد هذا الماء والثريا قد توسطت السماء.
والشاهد (٢) في البيت الثاني على أنه أتى ب (ابن ماء) نكرة.
__________________
(١) ديوان ذي الرمة ق ٥٢ / ٤٧ ـ ٤٨ ص ٤٠١ وروي الثاني للشاعر في اللسان (عسف) ١١ / ١٥١ و (حلق) ١١ / ٣٤٩ وبلا نسبة في المخصص ٨ / ١٥٣ و ٩ / ١١ و ١٥ / ٢٠٤ وفي اللسان (قمم) ١٥ / ٣٩٦
(٢) ورد الشاهد في : الكامل للمبرد ٣ / ٣٤ والأعلم ١ / ٢٦٦ والكوفي ١٩٠ / ب ـ ١٩١ / أ.