[في لغة (أكلوني البراغيث)]
٢٦٠ ـ قال سيبويه (١ / ٢٣٦) : «واعلم أن من العرب من يقول : ضربوني قومك ، وضرباني أخواك ، فشبهوا هذا بالتاء التي يظهرونها في : قالت فلانة .. وهي قليلة». قال الفرزدق :
ستعلم يا عمرو بن عفرا من الذي |
|
يلام إذا ما الأمر غبّت عواقبه |
نهيت ابن عفرا أن يعفّر أمّه |
|
بحجر السّلا إذ عفّرته ثعالبه |
فلو كنت ضبّيّا صفحت ولو سرت |
|
على قدمي حيّاته وعقاربه |
(ولكن ديافيّ أبوه وأمّه |
|
بحوران يعصرن السّليط أقاربه) (١) / |
الشاهد (٢) فيه أنه قال (يعصرن) فأتى بالحرف الذي يكون ضميرا ، علامة للجمع على حد قولهم : أكلوني البراغيث ، والفاعل هو (أقاربه) فأتى بعلامة الجمع.
وقوله : غبّت عواقبه ، أي إذا أتتك مكافأتي بالهجاء بعد وقت. والسّلا : الجلدة التي تخرج على الولد من بطن أمه ، وعفرته : جرّته في التراب حتى يلتزق به ، والعفر : التراب ، ودياف : قرية بالشام فيها قوم أشباه النبط ، وحوران (٣) مدينة من مدن الشام ؛ والسليط : الزيت.
__________________
(١) ديوان الفرزدق ١ / ٥٠ من قصيدة قالها في هجاء عمرو بن عفرا. وجاء في عجز الثاني (كعفر السّلا) وروي الرابع للفرزدق في : اللسان (سلط) ٩ / ١٩٣ و (ديف) ١١ / ٧ وعجزه بلا نسبة في (خطأ) ١ / ٦٠
(٢) ورد الشاهد في : النحاس ٥٨ / ب والأعلم ١ / ٢٣٦ وشرح الأبيات المشكلة ٢٥٨ والكوفي ١٩١ / ب والخزانة ٢ / ٣٨٦
(٣) ليست مدينة ، بل إقليم بالشام يعمره عدد من البلدان انظر : الجبال والأمكنة ٧٥ والبكري ٣٠١