قال : أرّق من إنسان نازح ويريد بالنازح امرأة ، وإنما ذكّر لأنه جعله وصفا لإنسان أو لشخص أو ما أشبه ذلك.
و (لطيف) في صلة فعل محذوف ، كأنه قال : اعجبوا لطيف الخيال. والدلال : أن يكلف المحبّ المحبّ أمورا لا يريد بها إلا أن يظهر بقبوله منه أنه محب.
[في باب النداء]
٢٤٥ ـ قال سيبويه (١ / ٣١٢) في باب النداء : قال الطرمّاح (١) :
(يا دار أقوت بعد أصرامها |
|
عاما وما يعنيك من عامها) (٢) |
فإنما ترك التنوين فيه لأنه لم يجعل (أقوت) صفة للدار ، يريد أن (دارا) نكرة في الأصل ، فإن نادى دارا من الدور بغير عينها نصب ونوّن ، وإن قصد إلى دار بعينها ضمها ضمة بناء ، وإذا صارت معرفة بالقصد اليها دون غيرها لم تنعت بنكرة ، والأفعال والجمل لا تكون نعوتا للمعارف ، إنما تكون نعوتا للنكرات.
وبعد قوله (يا دار) قوله (أقوت) فلو أراد أن تكون (أقوت) وصفا للدار لكانت (الدار) نكرة ، وكان يقول : يا دارا أقوت ، ولكنه أراد أن يناديها بعينها فقال : يا دار ثم تحدث عنها بعد أن ناداها. وقوله أقوت ، معناه خلت من أهلها وصارت قفرا ليس بها شيء ، والقواء : القفر من الأرض ، والأصرام : جمع صرم والصرم : بيوت مجتمعة في مكان واحد.
__________________
(١) الطرماح بن حكيم الطائي ، شاعر إسلامي من الخوارج ، نشأ بالشام وأقام بالكوفة (ت نحو ١٢٥ ه) ترجمته في : الشعر والشعراء ٢ / ٥٨٥ والأغاني ١٢ / ٣٥ والمؤتلف (تر ٤٧٧) ١٤٨ وثمار القلوب ٣١٣
(٢) ديوان الطرماح ص ٤٣٩ والبيت مطلع قصيدة في مدح يزيد بن المهلب بن أبي صفرة. وروي للشاعر في : اللسان (صرم) ١٥ / ٢٣١