وقد اضطر في البيت إلى جعل النكرة اسم كان ، والمعرفة خبرها (١).
ـ وقال سيبويه (١ / ٣١٥) قال النابغة :
(كليني لهمّ يا أميمة ناصب |
|
وليل أقاسيه بطيء الكواكب) (٢) |
الشاهد (٣) في البيت على إدخال (تاء) بعد حذف التاء التي كانت في (أميمة) للترخيم. ويقولون : هي مقحمة أي مدخلة. يريد أنهم لما رخموا حذفوا الهاء فصار (يا أميم) فبقيت الميم مفتوحة ، ثم أدخلوا التاء عليها وهم ينوون الترخيم ، ولم تكن للتاء حركة تخصها فجعلوا حركتها مثل حركة الحرف الذي قبلها ، أتبعوا الحركة الحركة فصار (يا أميمة ناصب).
ومعنى كليني : وكلّيني بالهم والحزن ، وإنما همي من أجل محبتك ، فلو بذلت بعض ما طلبته منك لتجلّى همي. فكأنها لما منعته ما يلتمسه ، قد وكّلته بالهم (٤)
__________________
(١) ورد الشاهد ـ وفيه موضعان للاستشهاد : ألف الإطلاق عوضا عن الهاء ، ومجيء اسم كان نكرة وخبرها معرفة في ضرورة الشعر ـ في : النحاس ٧٧ / أوالإيضاح العضدي ٩٩ والأعلم ١ / ٣٣١ وشرح الأبيات المشكلة ١٣ و ٢٣٩ وشرح ملحة الإعراب ٦٩ والكوفي ٦٧ / أو ١٨١ / ب والمغني ش ٧٠٣ ج ٢ / ٤٥٣ والعيني ٤ / ٢٩٥ وشرح السيوطي ش ٦٨٨ ص ٨٤٩ والأشموني ٢ / ٤٦٨ والخزانة ١ / ٣٩١
(٢) ديوان النابغة ق ٤ / ١ ص ٥٤ ، مطلع قصيدة قالها يمدح عمرو بن الحارث الأصغر.
وروي البيت للنابغة في : اللسان (نصب) ٢ / ٢٥٥ وبلا نسبة في (ولول) ١٤ / ٢٦٣ و (وجه) ١٧ / ٤٥٧
(٣) ورد الشاهد في : سيبويه أيضا ١ / ٣٤٦ و ٢ / ٩٠ والنحاس ٧٤ / ب والأعلم ١ / ٣١٥ و ٣٤٦ وشرح الأبيات المشكلة ٤٩ والكوفي ١٨٢ / أوالأشموني ٢ / ٤٦٩ و ٣ / ٧٤٥ والخزانة ١ / ٣٧٠ و ٢ / ٣١٦
(٤) التوى لديه المعنى إذ جعل همّ الشاعر بسبب أميمة ، ولو أعاد هذا الهم إلى وعيد النعمان ـ كما هو معروف ـ لاستقام له.