جنات وعينا سلسبيلا ، ويكون الفعل الأول قد دل على الفعل الثاني فحسن حذفه. وعطف ما بعد (جنات) عليها. و (وجدنا) في البيت بمعنى علمنا ، وهو يتعدى إلى مفعولين. (الصالحين) المفعول الأول و (لهم جزاء) مبتدأ وخبر في موضع المفعول الثاني. كما تقول : وجدت زيدا له علم ، ووجدت أخاك له مال وما أشبهه.
وأراد بقوله : وعينا سلسبيلا أي عينا ماؤها سلسبيل ، والسلسبيل : السهل النزول.
ـ قال سيبويه (١ / ١٤٣) في المنصوبات : قال ابن أبي ربيعة أو غيره من الحجازيين :
(فواعديه سرحتي مالك |
|
أو الرّبا بينهما أسهلا) (١) |
الشاهد (٢) فيه أنه نصب (أسهلا) بإضمار فعل ، كأنه قال بعد قوله : فواعديه .. أو الربا بينهما : إيت مكانا أسهل.
يجوز أن تعني : مكانا أسهل مما حوله ، ويجوز أن تعني : مكانا سهلا ، وتجعل (أسهل) في موضع سهل كما أتوا بأوجل في معنى وجل ، ولهذا قالوا : أحمق وحمق ولها نظائر.
__________________
(١) ديوان عمر بن أبي ربيعة ص ٣٢٦ وجاء في العجز (دونهما) بدل بينهما.
وفي ديوانه (ليبسيك) ق ١٨١ / ١٠ ج ٢ / ١٣١ روي البيت :
وواعديه سدرتي مالك |
|
أو ذا الذي بينهما أسهلا |
وروي البيت بلا نسبة في : اللسان (وعد) ٤ / ٤٧٨
(٢) ورد الشاهد في : النحاس ٤٣ / ب والأعلم ١ / ١٤٣ والكوفي ١٧٩ / ب والخزانة ١ / ٢٨٠